للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قلتُ: ثم ماذا؟ قال: "لَوْ أَنْتَجْتَ فَرَسًا لَمْ تُرْكَبْ فُلُوُّهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" (١).

وروى البخاري ومسلم، من حديث شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه : "ألا أخبركم عن الدجّال حديثًا ما حَدَّثه نبيّ قومَه؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه مثلُ الجَنّة والنار، فالتي يقول: إنها الجنة، هي النار، وإني أنذرْتُكُم به، كما أنْذَرَ به نوح قَوْمه" (٢).

وروى مسلم من حديث محمد بن المُنْكَدِر قال: رأيت جابر بن عبد اللَّه يحلف باللَّه أنّ ابن صياد الدجّال، فقلت: أتحلف باللَّه تعالى؟ قال: إني سمعتُ عمر يحلف على ذلك عند النبيّ ، فلم ينكره النبي (٣).

وروى من حديث نافع، أن ابن عمر لقي ابن صيّاد في بعض طرق المدينة، فقال له ابن عمر قولًا أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السِّكّة. وفي رواية أن ابن صيّاد نَخَر كأشدّ نَخِيرِ حِمارٍ يكون، وأن ابن عمر ضربه حتى تكسّرت عصاه، ثم دخل على أخته حفصة، فقالت له: ما أردتَ من ابن صياد؟ أما علمتَ أن رسول اللَّه قال: "إنمّا يخرج من غضبةٍ يغضبُها" (٤).

قال بعض العلماء: ابن صيّاد كان بعضُ الصحابة يظنّه الدجّال الأكبر، وليس به، إنما كان دجّالًا من الدجاجلة صغيرًا، وقد ثبت في "الصحيح" أنه صحب أبا سعيد فيما بين مكة والمدينة، وأن ابن صيادٍ تَبرَّم إليه مما تقول الناس فيه: إنه الدجّال، ثم قال لأبي سعيد: ألم يقل رسول اللَّه : "إنه لا يدخل المدينة" وقد وُلدْتُ بها، "وإنه لا يولد له" وقد وُلدَ لي، "وإنه كافر" وأنا قد أسلمت؟ قال: ومع هذا إني لأعلم الناس به، وأين مكانُه؟ ولو عُرِضَ عليّ أن أكون إياه لما كَرهْتُ ذلك (٥).

وقال أحمد: حدثنا عبد المتعال بن عبد الوهّاب، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا مجالد، عن أبي الوَدّاك، عن أبي سعيد، قال: ذُكر ابن صياد عند رسول اللَّه ، فقال عمر: إنه يَزْعُمُ أنه لا يمر بشيء إلَّا كلَّمه (٦).

وقال أحمد: ثنا أبو سعيد مولى بني هاشمٍ، حدَّثني مَهْدِيُّ بنُ عِمْرَانَ المازنِيُّ، سمِعتُ


(١) رواه أحمد في المسند (٥/ ٤٠٣) وهو حديث حسن دون قوله: (لو أنتجت فرسًا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة).
(٢) رواه مسلم رقم (٢٩٣٦) والبخاري (٣٣٣٨).
(٣) رواه مسلم (٢٩٢٩).
(٤) رواه مسلم رقم (٢٩٣٢).
(٥) رواه مسلم رقم (٢٩٤٧).
(٦) رواه أحمد في "المسند" (٣/ ٧٩) وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>