للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول اللَّه : "إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا وَصَفَ الدَّجَّالَ لأُمَّتِهِ، وَلأَصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي؛ إنه أَعْوَرُ، واللَّهُ ﷿ لَيْسَ بِأَعْوَرَ". لم يُخْرِجوه، وإسناده جيِّدٌ (١).

ولمسلم من حديث الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه : "الدجَّال أعور العين اليسرى، جُفال الشعر (٢)، معه جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار" (٣).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه : "لأنا أعلم بما مع الدجّال منه، معه نهران يَجْريان، أحدهما رَأْيَ العَيْنِ ماءٌ أبيضُ، والآخرُ رَأْيَ العَيْنِ نارٌ تاجَّجُ، فإما أدركنَّ أحدٌ، فلْيَأْتِ النهرَ الذي يراه نارًا ولْيُغْمِضْ، ثم لْيُطأطئ رَأْسَهُ فيَشْرب منه، فإنه ماءٌ بارد، وإنّ الدخال مَمْسوح العَيْن، عليها ظَفَرَةٌ (٤) غَلِيظَةٌ، مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كل مؤمن، كاتبٍ وغير كاتبٍ".

ثم رواه من حديث شُعْبة، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن ربِعيّ، عن حُذْيفَةَ، عن النبيّ بنحوه، قال ابن مسعود: وأنا سمعتُه من رسول اللَّه . ورواه البخاريُّ من حديث شُعْبَة بنحوه (٥).

وقال الإمام أحمد: ثنا محمدُ بن جعفر، ثنا شعبةُ، عن أبي التَّياحِ، سمِعتُ صخرًا يُحدِّثُ عن سُبَيْعٍ (٦) قال: أرسَلوني من ماه (٧) إلى الكوفةِ أشتري الدوابَّ، فأتينا الكُنَاسةَ، فإذا رجلٌ عليه جَمْعٌ، فأمَّا صاحبي فانطلقَ إلى الدوابِّ، وأمَّا أنا فأتَيتُه، فإذا حذيفةُ، فسمِعتُه يقولُ: كان أصحابُ رسول للَّه يسأَلونه عن الخير، وكنت أسأَلُه عن الشرِّ، قلت: يا رسولَ اللَّه، هل بعد هذا الخيرِ من شر؟ قال: "نَعَمْ". قلت: فما العصمةُ مِنه؟ قال: "السَّيْفُ". قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثُمَّ تكُونُ هُدْنَةٌ على دَخَنٍ". قال: قلتُ: ثم ماذا؟ قال: "ثُمَّ تَكُونُ دُعَاةُ الضَّلَالَةِ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةً في الأَرْضِ فَالْزَمْهُ، وَإِنْ نَهَكَ جِسْمَكَ، وَأَخَذَ مَالَكَ، فإِنْ لَمْ تَرَهُ فَاهْرُبْ فِي الأَرْضِ، ولَوْ أَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ عاضٌّ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ". قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ". قال: قلت: فَبِمَ يجيءُ به معَه؟ قال: "بِنَهَرٍ" -أو قال: "ماءٍ ونارٍ- فَمَنْ دَخَلَ نَهَرَهُ حَبِطَ أَجْرُهُ، وَوَجَبَ وِزْرُهُ، وَمَنْ دَخَلَ نَارَهُ وَجَبَ أَجْرُهُ، وَهَبَطَ وِزْرُهُ".


(١) رواه أحمد في المسند (١/ ١٧٦) وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده.
(٢) أي كثيره. انظر "النهاية في غريب الحديث والأثر" (١/ ٢٨٠).
(٣) رواه مسلم رقم (٢٩٣٤) (١٠٤).
(٤) الظفرة: جلدة تغشي البصر.
(٥) رواه مسلم رقم (٢٩٣٤) (١٠٥) و (١٠٦) والبخاري رقم (٧١٣٠).
(٦) في الأصل: سبيعة، وكتب فوقها: كذا. وفي الهامش: لعله ربيعة.
(٧) وهي مدينة في الدينور.

<<  <  ج: ص:  >  >>