للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علينا. فقال: يا أمير المؤمنين، أنتم أهلُ بيتٍ اصطفاكم اللَّهُ من بين عباده، وآتاكم ملكًا عظيمًا، وإنَّما مدحته (١) على أشكاله وأقرانه. فقال: واللَّه ما أبقيت أحدًا ولا تركت، وقد أدخلتنا في الكلّ، حيث تقول:

كلُّ منْ في الأرضِ مِنْ عَرَبٍ … . . . . . . . . . البيتين

ومع هذا فلا أستحِلُّ قتلك بهذا، ولكن بكُفْرِكَ وشِرْكِكَ، حيثُ تقولُ في عبدٍ ذليل:

أنْتَ الذي تُنْزلُ الأيَّامَ مَنْزِلَها … وَتَنْقُلُ الدَّهْرَ مِنْ حَالٍ إلى حالِ

وَمَا مَدَدْتُ مَدَى طَرْفٍ إلى أحَدٍ … إلا قَضَيْتَ بأرْزَاقٍ وآجالِ

ذاك اللَّهُ يفعلُه، أخرجوا لِسانَه مِنْ قَفاه. فأخرَجُوا لسانه مِن قفاه، فمات في هذه السنة، سامحه اللَّه (٢).

ومن قوله يمتدح حُمَيْدَ بن عبد الحميد الطُّوسيَّ (٣):

إنَّما الدُّنيا حُمَيدٌ … وأيادِيهِ الجسام (٤)

فإذا وَلَّى حُمَيدٌ … فعلَى الدُّنيا السَّلامُ

وقوله (٥):

تكفَّلَ ساكِني الدُّنيا حُمَيد … فقد أضحَوْا له فيها عِيالا

كأن أباه آدمَ كان أوْصَى … إليه أن يَعُولَهُمُ فَعَالا

ولما مات حُمَيْد هذا في سنة عشر مع المأمون، بِفَم الصِّلح، قال العَكَوَّك يرثيه، قصيدة، منها قوله (٦):

فأدَّبَنا ما أدَّب النَّاسَ قبلنا … ولكنَّه لم يَبْقَ للصَّبر موضِعُ


(١) في ط: فضَّلته.
(٢) الأبيات والخبر في الشعر والشعراء (٨٦٦)، وطبقات الشعراء، لابن المعتز (١٧٢)، والأغاني (٢٠/ ٤١ - ٤٢)، وسير أعلام النبلاء (١٠/ ١٩٣ - ١٩٤)، ووفيات الأعيان (٣/ ٣٥٣).
(٣) الأغاني (٢٠/ ٣٧)، ووفيات الأعيان (٣/ ٣٥٢).
(٤) في الأصول بغير إعجام، وأثبت ما جاء في الأغاني.
(٥) وفيات الأعيان (٣/ ٣٥٣).
(٦) الأغاني (٢٠/ ٢٧) من قصيدة مطولة مشهورة، أولها:
ألِلدهر تبكي أم على الدهر تجزع؟ … وما صاحبُ الأيام إلا مفجّعُ
البيت والخبر في وفيات الأعيان (٧/ ٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>