للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مستهل ربيع الأول أُفرج عن الأمير نجم الدّين خَضِر بن الملك الظّاهر (١)، فأخرج من البرج (٢) وسكن دار الأَفْرَم (٣) بالقاهرة، ثم كانت وفاتُه في خامس رجب من هذه السَّنة.

وفي أواخر جُمادى الأولى تولَّى نظر ديوان ملك الأمراء زينُ الدِّين الشَّريف ابن عدنان عوضًا عن ابن الزملكاني، ثم أُضيف إليه نظرُ الجَامع أيضًا عوضًا عن ابن الخطيري، وتولَّى نجمُ الدّين الدمشقي (٤) نظرَ الأيتام عوضًا عن نجم الدين بن هلال (٥).

وفي رمضانَ عُزِل الصَّاحبُ أمين الدين الدقاقي (٦) عن نظر الدّواوين بدمشقَ وسافر إلى مصرَ.

وفيها عَزَل كمالُ الدّين بن الشَّرَيْشي (٧) نفسَه عن وكالة بيت المال، وصمَّم على الاستمرار على العزل، وعُرض عليه العَودُ فلم يقبل، وحُمِلت إليه الخِلعة لمّا خُلع على المباشرين فلم يلبسها، واستمرَّ معزولًا إلى يوم عاشوراء من السَّنة الآتية، فجُدِّد تقليدُه وخُلع عليه في الدَّولة الجديدة.

وفيها خرج السُّلطان (٨) الناصر محمّد بن قلاوون من الديار المصرية قاصدًا الحج، وذلك في السادس والعشرين من رمضانَ، وخرج معه جماعةٌ من الأمراء لتوديعه فردَّهم، ولما اجتاز بالكَرَك عَدَل إليها فنُصب له الجسرُ، فلما توسَّطه كُسر به، فسلم من كان أمامه وقفز به الفرسُ فسلم، وسقط من كان وراءه وكانوا خمسينَ، فمات منهم أربعة، وتهشَّم أكثرهم في الوادي الذي تحته (٩)، وبقي نائبُ الكَرَك الأمير جمالُ الدين آقوش (١٠) خَجِلًا يتوهَّم أن يكون هذا يظنُّه السلطان عن قصد، وكان قد عمل للسُّلطان ضيافةً غرِم عليها أربعةَ عشرَ ألفًا، فلم يقع الموقع لاشتغال السلطان بهم وما جرى له ولأصحابه، ثم خلع على النّائب، وأذن له في الانصراف إلى مصرَ فسافر، واشتغل السلطان بتدبير المملكة في الكَرَك وحدَها، وكان يحضر دارَ العدل ويباشر الأمورَ بنفسه،


(١) كان الناصر سجنه سنة (٦٩٨ هـ) عوده من الحج. الدرر الكامنة (٢/ ٨٣) النجوم الزاهرة (٨/ ٢٢٩).
(٢) هو: برج القلعة.
(٣) دار عز الدين أيبك بن عبد الله الأفرم، أمير جاندار الملك الظاهر والملك السعيد والملك المنصور قلاوون النجوم الزاهرة (٨/ ٨٠).
(٤) في ط: ابن الدمشقي. وسيأتي ذكره في وفيات سنة (٧٢٦ هـ).
(٥) هو: علي بن محمد بن هلال الأزدي، توفي سنة (٧٢٩ هـ). الدارس (١/ ١٦٨) شذرات الذهب (٦/ ٩١).
(٦) في ط وب: الرفاقي. وهو أبو بكر بن عبد العظيم أمين الدين الدقاقي المصري الكاتب سيأتي في وفيات سنة (٧١٠ هـ).
(٧) هو: أحمد بن محمد بن أحمد الشريشي الوائلي. وسيأتي في وفيات سنة (٧١٨ هـ).
(٨) في ط: الملك.
(٩) في ط: تحت الجسر.
(١٠) هو: آقُش الأشرفي، جمال الدين البرناق، المعروف بنائب الكرك. مات سنة (٧٣٦ هـ) في الاسكندرية معزولًا محبوسًا. الدرر الكامنة (١/ ٣٩٥) النجوم الزاهرة (٩/ ٣١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>