للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد (١): حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن عون بن أبي جُحَيْفَة، عن أبيه، قال: رأيتُ بلالًا (٢) يُؤَذِّنُ ويدورُ، وأتتبع (٣) فاه هاهنا وهاهنا وأصبعاه في أذنيه (٤). قال: ورسول اللَّه في قُبَّةٍ له حمراء أُراها من أَدَم. قال (٥) فخرجَ بلالًا بين يديه بالعَنزة (٦) فركزها فصلَّى رسول اللَّه قال عبد الرزاق: وسمعته بمكة، قال: -بالبطحاء- ويمرُّ بين يديه الكلبُ والمرأةُ والحمارُ، وعليه حُلَّةٌ حمراء، كأني أنظرُ إلى بريق ساقيه. قال سفيان: نراها حِبَرَةً.

(وقال أحمد (٧): حدّثنا) (٨) وكيع، حدّثنا سفيان، عن عون بن أبي جحيفة (٩) عن أبيه. قال: أتيت النبي بالأبْطَح، وهو في قُبّةٍ له حمراء، فخرج (١٠) بلالٌ بفضل وضوئه، فمن ناضح ونائل (١١). قال: فاذَّن بلال، فكنت أتَتبَّع فاه هكذا وهكذا -يعني يمينًا وشمالًا- قال: ثم رَكَزْتُ له عَنَزَةً، فخرج رسول اللَّه وعليه جبة له حمراء، أو حلة حمراء، وكأني أنظر إلى بريق ساقيه، فصلى بنا إلى عَنَزةٍ الظهرَ أو العصرَ ركعتين، تمرُّ المرأةُ والكلبُ والحمارُ لا يمنعُ، ثم لم يزل يُصَلِّي ركعتين حتى أتى المدينة. وقال مرة (١٢): فصلَّى الظهرَ ركعتين، والعصرَ ركعتين. وأخرجاه في "الصحيحين" (١٣) من حديث سفيان الثوري.

وقال أحمد (١٤) أيضًا: حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، (ح) وحجاج [أخبرني شعبة] عن الحكم، سمعت أبا جحيفة قال: خرج رسول اللَّه بالهاجرة إلى البطحاء، فتوضأ وصلى الظهرَ ركعتين، وبين يديه عَنَزة. وزاد فيه عون عن أبيه أبي جحيفة: وكان يمرُّ من ورائها (١٥) الحمارُ والمرأةُ.


(١) مسند الإمام أحمد ٤/ ٨، ٣٠، وهو حديث صحيح.
(٢) ط: (رأيت بلال) خطأ.
(٣) أ، ط: (يتبع) وما أثبته عن المسند وهو الأشبه.
(٤) ط: (أذنه) تصحيف.
(٥) ط: (قال: قال).
(٦) العَنَزة: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مئل سنان الرمح (النهاية: عنز).
(٧) مسند الإمام أحمد (٤/ ٣٠٨).
(٨) ما بين القوسين زيادة عن أ.
(٩) ليس اللفظ في أ. (وانظر تقريب التهذيب - عوامة - ٤٣٣).
(١٠) أ: (قال: فخرج)
(١١) قال ابن الأثير تعليقًا على هذا الحديث: (أي مُصيب منه وآخِذ). (نهاية الأرب: نيل).
(١٢) في المسند: (وقال وكغ مرة).
(١٣) البخاري (٦٣٤) ومسلم (٥٠٣) (٢٤٩).
(١٤) مسند الإمام أحمد (٤/ ٣٠٩).
(١٥) ط: (من ورائنا).