للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمرنا رسول اللَّه لما أحللنا أن نحرم إذا توجهنا إلى منى. قال: وأهللنا من الأبطح (١).

وقال عُبَيْد بن جُرَيْج لابن عمر: رأيتُكَ إذا كنتَ بمكة أهلَّ الناسُ إذا رأوا الهلال، ولم تُهِلّ أنتَ حتى يوم التَّرْويةِ. فقال: لم أر النبيَّ يُهلّ بها (٢) حتى تَنْبعثَ به راحلتُه. رواه البخاري (٣) في جملة حديث طويل.

قال البخاري (٤): وسئل عطاء عن المجاور (٥) منًى يُلَبِّي بالحجِّ. فقال: كان ابنُ عمر يُلبِّي يوم التروية إذا صلَّى الظُّهْر، واستوى على راحلته.

قلت: هكذا كان ابنُ عمر يَصنَعُ إذا حجَّ مُعْتمرًا؛ يحلُّ من العمرة، فإذا كان يوم الترويةِ لا يُلَبِّي حتى تنبعثَ به راحلتُه مُتَوَجِّهًا إلى مِنًى، كما أحرم رسول اللَّه من ذي الحُلَيْفة بعدما صلَّى الظُهْرَ وانْبَعَثَتْ به راحلتُه، لكن يوم التروية لم يُصَلِّ النبيُّ الظهر بالأبْطَح، وإنّما صلاها يَوْمَئِذٍ بمنًى، وهذا مما لا نزاع فيه. وقال البخاري (٦) باب أين يصلي (٧) الظهِر يومَ التَّرْوية: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد، حدّثنا إسحاق الأزْرق، حدّثنا سُفيان، عن عبد العزيز بن رُفيْع. قال: سالت أنسَ بن مالك قلت (٨): أخبرني بشيء عَقَلْتَهُ عن (٩) رسول اللَّه أين صلَّى (١٠) الظُّهْرَ والعَصْرَ يومَ الروية؟ قال: بمنًى. قلت: فأين صَلَّى العَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟ قال: بالأبْطَح. ثم قال: افعل كما يفعلُ أُمراؤُكَ.

وقد أخرجه بقيَّةُ الجَماعةِ (١١) إلا ابن ماجه، من طرقٍ، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان الثوري به. وكذلك رواه الإمام أحمد (١٢)، عن إسحاق بن يوسف (١٣) الأزرق به. وقال الترمذيّ: حسن صحيح يستغرب من حديث الأزرق، عن الثوري.


(١) أ: (وأهللنا بالأبطح).
(٢) عن أوحدها.
(٣) البخاري رقم (١٦٦).
(٤) البخاري معلقًا قبل (١٦٥٣).
(٥) أ، ط: (المجاوز).
(٦) هو في صحيح البخاري (١٦٥٣).
(٧) أ: (صلى النبي ).
(٨) ط: (قال: قلت).
(٩) ط، أ: (عقلت من) وما أثبته عن صحيح البخاري.
(١٠) ط: (يصلي).
(١١) مسلم (١٣٠٩)، والترمذي (٩٦٤) وأبو داود (١٩١٢)، والنسائي (٥/ ٢٤٩) (٢٩٩٧).
(١٢) رواه أحمد في المسند (٣/ ١٠٠).
(١٣) ليس اللفظ في أ، وانظر المسند (٣/ ١٠٠).