للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النّضْر بن أنسَ، عن أنس، قال: حدّثني نبيّ اللَّه قال: "إنِّي لقائمٌ أنتظِرُ أُمَّتي حتى تَعْبُرَ الصِّراطَ، إذ جاءني عيسى ابن مريم فقال: هذه الأنبياء قد جاءتْكَ يا محمد، يسألونك، أو قال: يجتمعون إليك، يدعون اللَّه ﷿ أن يفرِّق بين جميع الأمم إلى حيثُ يشاء اللَّهُ، لِغَمِّ ما هُمْ فيه، فالخلقُ مُلْجَمُونَ بالعرق، فأمَّا المؤمن فهو عليه كالزُّكمة، وأما الكافر فيغشاه الموت، فقال: انتظر حتى أرْجِعَ إليك، فذهب نبيُّ اللَّه فقام تحت العرش. فَيلْقى ما لم يَلْقَ ملَكٌ مُقرَّب (١)، ولا نبيٌّ مُرْسلٌ. فأوحى اللَّه ﷿ إلى جبريل: أن اذْهَبْ إلى محمَّد، وقل له: ارفع رأسَك، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفع. فشفعت في أمُّتي، فقال: أخرِجْ من كلِّ تسعةٍ وتسعينَ إنسانًا واحدًا، فما زلت أتردَّد إلى ربِّي ﷿ فما أقوم منه مقامًا إلَّا شفِّعْتُ، حتى أعطاني اللَّه ﷿ من ذلك أن قال: يا محمَّد، أدْخِلْ من خلق اللَّه منْ أُمَّتك من قال: لا إله إلَّا اللَّهُ يومًا واحدًا مُخْلصًا، ومات على ذلك" (٢).

وروى الإمام أحمد من حديث عليّ بن الحكم البناني، عن عثمان، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود. . .، فذكر حديثًا طويلًا وفيه أن رسول اللَّه قال: "وإنّي لأقُومُ المقامَ المَحْمُودَ يوم القيامة"، فقال رجل من الأنصار: يا رسول اللَّه، وما ذلك المقامُ المحمودُ؟ قال: "ذاك إذا جيءَ بِكُمْ حُفاةً عُراةً غُرْلًا، فيكون أوَّل من يُكْسَى إبراهيم، يقول اللَّه ﷿: اكْسُوا خليلي، فيُؤْتَى برَيْطَتَيْن بَيْضاوَيْن، فيلبَسُهما ثم يَقْعُد مسْتقبلَ العَرْش، ثم أُوتى بكسْوتي، فألْبَسُها، فأقومُ عن يمينه مقامًا لا يقومُه أحدٌ، فيَغْبطُني به الأوَّلُون والآخِرُونَ" قال: "ويُفْتَح لهم من الكوثر إلى الحوض. . . " وذكر تمام الحديث في صفة الحوض، كما سيأتي قريبًا (٣).

وذكرنا في "المسند الكبير" عن حيدة الصحابي عن رسول اللَّه قال: "تحشرون يوم القيامة حُفَاةً عُراةً غُرلًا، وأول من يُكسى إبراهيم الخليل، يقول اللَّه تعالى: اكسوا خليلي ليعلم الناس فضله ثم يُكسى الناس على قدر الأعمال" (٤).

وقال الإمام أحمد: حدّثنا عَفَّان، حدّثنا حمَّاد بن سَلمة، حدّثنا ثابت، عن أنس بن مالك: أنّ رسول اللَّه قال: "يَطُولُ على الناس يومُ القيامة، فيقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشَر، فليشفع لنا إلى رَبّنا ﷿ فلْيَقضِ بيننا، [فيأتون آدم، فيقولون: يا آدمُ، أنتَ الذي خلقك اللَّه بيده، وأسكنك جنته، فاشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول:] إنّي لستُ هُناكم،


(١) وفي بعض نسخ الكتاب: "ملك مصطفى".
(٢) رواه أحمد في المسند (٣/ ١٧٨) وهو حديث صحيح.
(٣) رواه أحمد في المسند (١/ ٣٩٨ - ٣٩٩) وفي إسناده ضعف.
(٤) رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" بإسناد ضعيف. "جامع المسانيد" للمصنف (٣/ ٢٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>