للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بن محمد (١) بن علي، عماد الدين (٢)، أبو الحسن الطبري، ويعرف بإلْكِيا الهَرَّاسي:

أحد الفقهاء الكبار من رؤوس الشافعية. ولد سنة خمسين وأربعمئة. واشتغل على إمام الحرمين (٣)، وكان هو والغزالي أكبر التلامذة، وقد ولي كل منهما تدريس النظامية ببغداد.

وكان [أبو الحسن هذا فصيحًا جَهْوَرِيَّ الصوت] (٤) جميلًا. وكان يكرِّر الدرس (٥) على كل مرقاة من مراقي النظامية بنيسابور سبع مرات، وكانت المراقي سبعين مرقاةً.

وقد سمع الحديث الكثير، وناظر وأفتى ودرّس، وكان من أكابر العلماء (٦) وسادات الفقهاء.

وله كتاب يردّ فيه على ما انفرد به الإمام أحمد بن حنبل في مجلد، وله غيره من المصنفات.

ولقد اتُّهِم في وقت بأنه يمالئ الباطنية، فنزع منه التدريس، ثم شهد جماعة من العلماء ببراءته من ذلك، منهم ابن عقيل، فأُعيد إليه.

وكانت وفاته (٧) مستهلّ المحرم من هذه السنة عن أربع وخمسين سنة، ودفن إلى جانب الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، رحمهما الله.

وذكر القاضي ابن خلكان (٨) أنه كان يحفظ الحديث، ويناظر به، وهو القائل: إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح طارت رؤوس المقاييس في مهابِّ الرياح.

وحكى السِّلفي (٩) عنه أنه استُفتي في كَتَبَةِ الحديث هل يدخلون في الوصية للفقهاء؟ فأجاب: نعم، لقوله : "مَنْ حفظَ على أُمّتي أربعين حديثًا بعثَهُ اللّهُ فقيهًا عالمًا" (١٠).


(١) ترجمته في تبيين كذب المفتري (٢٨٨) والمنتظم (٩/ ١٦٧) وابن الأثير (٨/ ٢٦٢) ومرآة الزمان (٨/ ٣٧) ووفيات الأعيان (٣/ ٢٨٦ - ٢٩٠) وتلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب (ج ٤/ ق ٢/ ٧٩١) والمختصر (٢/ ٢٢٥) والعبر (٤/ ٨) ومرآة الجنان (٣/ ١٧٣).
(٢) في (ط): "بن عماد الدين" وهو تحريف، والصواب ما أثبتنا فلقبه عماد الدين، كما في تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي وتاريخ الإسلام للذهبي، وهذا القسم بخطه (١١/ ٥٢) (بشار).
(٣) هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، تقدمت ترجمته مع وفيات سنة ٤٧٨ من الجزء السابق.
(٤) عن ط وب.
(٥) في آ: يكرر على الدرس، في ط: يكرر لعن إبليس.
(٦) في ب وط: الفضلاء.
(٧) في ط: توفي مستهل.
(٨) وفيات الأعيان (٣/ ٢٨٧).
(٩) من وفيات سنة ٥٧٦ في هذا الجزء.
(١٠) أقول: للحافظ السخاوي قول عن هذا الحديث في كتابه المقاصد الحسنة صفحة ٤١١ قال النووي: طرقه كلها ضعيفة وليس بثابت (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>