للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن (١) الأصبهاني، كلاهما عن مُرَّة، عن ابن مسعود: في وصِيَّة النبيّ أن يُغَسِّلَه رجالُ أهلِ بَيْتِه، وأنه قال: كَفِّنوني في ثيابي هذه، أو في يمنيه (٢) أو بياضِ مصر، وأنه إذا كفَّنوه يضعونه على شَفير قَبْره، ثم يَخْرجون عنه حتى تُصَلّي عليه الملائكةُ، ثم يدخلُ عليه رجال أهلِ بيتهِ فيصلُّون عليه، ثمّ الناس بعدهم فرادى. . . الحديث بتمامه، وفي صحته نظرٌ كما قدمنا، واللَّه أعلم.

وقال محمد بن إسحاق (٣): حدّثنى الحسين بن عبد اللَّه بن عُبَيد اللَّه بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما مات رسول اللَّه أدخِلَ الرجالُ فَصَلُّوا عليه بغيرِ إمام أرسالًا حتى فرغوا، ثم أُدخِلَ النِّساءُ فَصَلَّيْنَ عليه، ثم أُدْخِل الصِّبْيان فَصَلَّوا عليه، ثم أُدْخِلَ العَبيدُ فَصَلَّوا عليه أرْسالًا، لم يَؤُمَّهُمْ على رسول اللَّه أحدٌ.

وقال الواقدي (٤): حدّثني أبيُّ بن عَباس (٥) بن سَهْل بن سَعْد، عن أبيه، عن جده. قال: لما أُدْرجَ رسول اللَّه في أكْفانِهِ وُضِعَ على سَريره، ثم وُضِعَ على شَفير حُفْرَتِهِ، ثم كان الناسُ يَدْخُلونَ عليه رُفَقاء رُفَقاءَ، لا يَؤُمُّهُمْ عليه (٦) أحدٌ.

قال الواقدي: حدّثني موسى بن محمد بن إبراهيم، قال: وجدتُ كتابًا (٧) بخط أبي فيه أنَّه لما كُفِّنَ رسولُ اللَّه ووُضِعَ على سَريره، دَخَلَ أبو بكرٍ وعمر، ، ومَعَهُما نفرٌ من المهاجرين والأنْصار بقدرِ ما يَسَعُ البَيْتُ، فقالا: السَّلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُه، وسلَّم المهاجرون والأنصارُ كما سلَّم أبو بكر وعُمر (٨)، ثم صُفُّوا صفوفًا لا يَؤُمُّهم أحدٌ، فقال أبو بكر وعمر -وهما في الصف الأول حِيالَ رسول اللَّه اللَّهُمّ إنّا نَشْهَدُ أنَّه قد بَلَّغَ ما أُنْزِلَ إليه، ونَصَحَ لأمَّتِه، وجاهَدَ في سبيلِ اللَّهِ حتَّى أعزَّ اللَّهُ دينَه وتمَّت كلمتُهُ، وأُؤْمِنَ به وحدَهُ لا شريكَ له، فاجْعَلنا إلَهنا مِمَّن يَتَّبعُ القولَ الذي أُنْزِل معه، وأجمعْ بينَنا وبينَه حتّى تُعَرِّفَه بنا وتُعَرِّفَنا به (٩) فإنّه كان بالمؤمنين رؤوفًا رحيمًا، لا نَبْتَغي بالإيمان به بديلًا، ولا نشْتَري به ثَمنًا أبدًا. فيقول الناس: آمين آمين، ويخرجون ويدخلُ آخرون حتى صَلَّى الرجالُ. ثم النساء، ثم الصبيانُ.


(١) ليس اللفظ في ط.
(٢) ط: (يمانية).
(٣) دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٥٠).
(٤) دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٥٠).
(٥) ط: (عياش) تحريف. وانظر تهذيب التهذيب (١/ ١٨٦).
(٦) ليست (عليه) في الدلائل.
(٧) أ: (صحيفة) وفي الدلائل (صحيفة كتابًا).
(٨) ليس (عمر) في الدلائل.
(٩) ط: (له).