للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أفواه الناس، أو إلى آذانهم" شكّ ثَوْرٌ أيَّهُما قال، وكذا رواه مسلم عن قُتَيبة، وأخرجه البخاري عن عبد العزيز بن عبد اللَّه، عن سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن سالم أبي الغَيْث، عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه مثله (١).

وقال الإمام أحمد: حدّثنا الضحّاك بن مَخْلد، عن عبد الحميد بن جعفر، حدثني أبي، عن سعيد بن عُمَير الأنصاريّ، قال: جلستُ إلى عبد اللَّه بن عمر، وأبي سعيد الخدريّ، فقال أحدهما لصاحبه: أيَّ شَيءٍ سَمِعْتَ من رسول اللَّه يذكرُ أنّه يبلُغ العَرقُ من الناس يَوْمَ القيامة؟ فقال أحدهما: إلى شَحْمَتِه، وقال الآخر: يُلْجِمُه، فخَطّ ابنُ عُمَر، وأشار أبو عاصم بإصْبَعِه من [أسفل] شَحْمَةِ أذنيه إلى فيه، فقال: ما أرى ذلك إلا سواء؛ تفرَّد به أحمد، وإسناده جيّد قويّ (٢).

وقال أبو بكر بن أبي الدُّنيا: حدّثنا الحسنُ بن عيسى، حدّثنا ابن المبارك، حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني سُلَيْم بن عامر، حدّثني المِقْدَادُ بن الأسْوَدِ: سَمِعْتُ رسول اللَّه يقول: "إذا كان يوم القيامة أُدنِيَتِ الشمسُ من العِبَادِ، حتّى تكونَ قِيد مِيل، أو مِيلَيْن" قال سُليم: لا أدري أيَّ الميلين أراد، أمسافة الأرض، أم الميل الذي تُكْحلُ به العين؟ قال: "فتَصْهَرُهم الشمسُ، فيكونون في العرق بقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذُه العرق إلى عَقِبَيْه، ومنهم من يأخذه إلى رُكْبَتَيْهِ، ومنهم من يأخذه إلى حَقْوَيْهِ (٣) ومنهم من يُلْجمُه إلْجامًا قال: فرأيْتُ رسولَ اللَّه يُشيرُ إلى فيه، قال: "يُلْجمُه إلجامًا"، وكذا رواه الترمذي عن سُوَيْد بن نصر عن ابن المبارك وقال: حسن صحيح، وأخرجه مسلم عن الْحَكَم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن ابن جابر، به، نحوه (٤).

وقال ابن المبارك عن مالك بن مِغْوَل عن عُبَيْدِ اللَّهِ بن العَيْزَارِ، قال: إنّ الأقْدَامَ يوم القيامة مثل النَّبلِ في القَرْنِ، والسعيدُ الذي يجد لِقَدَمَيْهِ موضعًا يَضَعُهُما فيه، وإنَّ الشَّمْسَ لَتُدْنَى من رؤوسهم، حتى يكون بينها وبين رؤوسهم إمَّا قال: مِيلًا، أو مِيلَيْن، ويُزَادُ في حَرّها تِسْعَة وستين ضِعْفًا (٥).

وقال الوليد بن مُسلم، عن أبي بكر بن سعيد، عن مُغيث بن سُمَيّ، قال: تَرْكُد (٦) الشّمْسُ فوقَ رؤوسهم على أذْرعٍ، وتُفْتح أبوابُ جهنم فتهُبّ عليهم رياحُها، وسَمُومُها، ويخرج عليهم نَفَحَاتُها


(١) رواه أحمد في المسند (٢/ ٤١٨) ومسلم رقم (٢٨٦٣) والبخاري رقم (٦٥٣٢).
(٢) رواه أحمد في المسند (٣/ ٩٠).
(٣) الحقو: الخاصرة.
(٤) رواه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (١٩١) وأحمد في المسند (٦/ ٣) والترمذي رقم (٢٤٢١) ومسلم (٢٨٦٤).
(٥) روه ابن المبارك في الزهد (٣٧٢ - زوائد نعيم).
(٦) أي: تثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>