للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتّى تَجْري الأنْهَارُ مِنْ عَرَقِهم، أنْتَنَ من الجِيَفِ، والصائمون في جنَّاتِهم في ظِلِّ العَرْش (١).

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدّثنا محمد بن منصور الطُّوسي، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدّثنا الفضل بن عيسى الرَّقَاشيُّ، حدّثنا محمد بن المُنْكَدر، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه : "إنَّ العَرَق ليَلْزَمُ المَرْءَ في المَوْقِفِ حتّى يقولَ: يا رَبّ إرسالك بي إلى النار أهْون عليّ ممّا أجدُ، وهو يَعْلمُ مَا فِيها من شِدّة العذاب" إسناده ضعيف (٢).

وقد ثبت في "الصحيح" عن أبي هريرة: أنّ رسول اللَّه قال: "سَبْعَةٌ يُظلُّهُمُ اللَّهُ في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلّا ظِلُّه" -وفي رواية:، إلَّا ظلّ عَرْشه-: إمامٌ عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة اللَّه، ورجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ بالمَسْجد إذا خرج منهُ حتى يَعودَ إليه، ورجل دعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ مَنْصبٍ وجمالٍ، فقال: إنّي أخافُ اللَّهَ، ورجلان تحابَّا في اللَّه اجْتَمعا عليه، وتَفَرَّقا عليه، ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تَعْلَمَ شِمَالُه ما أنْفقتْ يَمينه، ورجل ذكر اللَّه خاليًا ففاضت عيناه" (٣).

وقال الإمام أحمد: حدّثنا حسن، ويحيى بن إسحاق، قالا: حدّثنا ابنُ لَهِيعَةَ، قال: حدّثنا خالد (٤) بن أبي عِمران، عن القاسم [بن محمد]، عن عائشة، عن رسول اللَّه أنَّه قال: "أتَدْرُونَ من السابقون إلى ظلّ اللَّه ﷿ يوم القيامة؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: "الذين إذا أُعْطُوا الحَقَّ قَبلُوه، وإذا سُئلوهُ بذلوه، وحَكَمُوا للنّاس كحُكْمِهمْ لأنفسهم". تفرّد به أحمد، وإسناده مقارب، فيه ابن لَهِيعَة، وقد تكلَّموا فيه، وشيخهُ ليس بالمشهور (٥).

هذا كلّه والناس موقوفون في مقام ضَنْكٍ ضَيِّق، حَرجٍ شديدٍ صعب إلا على من يَسَّرَهُ اللَّهُ عليه، فنسأل اللَّه العظيم رب العرش العظيم أن يُهَوّن علينا ذلك المقام، وأن يجعله علينا يسيرًا، بردًا وسلامًا، ونعوذ باللَّه من ضيق يوم القيامة. اللهم اجعل لنا مخرجًا من ذلك، ونسألك أن توسِّع علينا في الدنيا والآخرة، اللهم اجعلنا مع الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين. آمين.

وقال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، أخبرنا الأصْبَغُ هو ابن زيد، عن ثَوْر بن يزيد، عن خالد بن مَعْدانَ، حدثني ربيعة هو ابن عمرو الجُرَشِيّ الشاميّ، قال: سألتُ عائشة فقلت: ما كان رسول اللَّه يقول إذا قام من الليل؟ وَبِمَ كان يَسْتَفْتحُ الصلاة؟ قالت: كان يُكبِّر عَشرًا، ويحمد عشرًا، ويهللُ عشرًا، ويستغفر عشرًا، ويقول: "اللهُمّ اغفر لي، واهدني وارْزُقْني" عشرًا، ويقول: "اللهُمّ إني


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (١٩٠).
(٢) رواه البزار رقم (٣٤٢٣ - كشف الأستار).
(٣) رواه البخاري رقم (٦٦٠) ومسلم (١٣١) بقلب في لفظ الشمال.
(٤) في الأصل: قال حسن حدثنا خالد، وهو خطأ.
(٥) رواه أحمد في المسند (٦/ ٦٧)، وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>