للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجود الملوك سيرةً وأعقلهم وأثبتهم [في الحرب] (١)، ولما قُتل كان في صحبته فخر الدين الرازي (٢)، وكان يجلس للوعظ بحضرة الملك ويعظه، وكان السلطان يبكي حين يقول في آخر مجلسة (٣): يا سلطان سلطانك لا يبقى، ولا يبقى الرازي أيضًا، إِن مردَّنا جميعًا إِلى اللّه، وحين قُتل السلطان اتّهم الرازي بعض الخاصكية بقتله، فخاف من ذلك والتجأ إِلى الوزير مؤيد الملك بن خواجا، فسيَّره إِلى حيث يأمن، وتملك غزنة بعده أحد مماليكه تاج الدين الدر، وجرت بعد ذلك خطوب يطول ذِكرها (٤)، قد استقصاها ابن الأثير وابن الساعي.

وفيها: أغارت الكُرج على بلاد المسلمين فوصلوا إِلى خلاط فقتلوا وسبوا، وقاتلهم المقاتلة والعامة.

وفيها سار صاحب إِربل مظفر الدين كُوكُبُوري (٥) وصحبته صاحب مراغة لقتال ملك أذربيجان، وهو أبو بكر بن البهلوان (٦)، وذلك لنكوله عن قتال الكُرج وإِقباله على الشُّكْر ليلًا ونهارًا، فلم يقدروا عليه، ثم إِنه تزوج في هذه السنة بنت ملك الكُرج، فانكف شرُّهم عنه. قال ابن الأثير (٧): وكان كما يقال: أغمد سيفه، وسَلَّ أَيْره.

وفيها: استوزر الخليفةُ نصيرَ الدين ناصر بن مهدي العلوي الحسني، وخلع عليه بالوزارة، وضُربت الطبول بين يديه وعلى بابه أوقات الصلوات [الفجر والمغرب والعشاء] (٨).

وفيها: أغار صاحب بلاد الأرمن وهو ابن لاون على بلاد (٩) حلب، فقتل وسبى ونهب، فخرج إِليه الملك الظاهر غازي بن الناصر، فهرب ابن لاون بين يديه، فهدم الظاهر قلعة كان قد بناها [ابن لاون] (١٠) ودكَّها إِلى الأرض.

وفي شعبان منها هدمت القنطرة الرومانية عند الباب الشرقي، ونشرت حجارتها ليبلَّط بها الجامع


(١) وكان ما بين الحاصرتين في أ: تغمده الله برحمته.
(٢) سترد ترجمة الرازي في وفيات سنة ٦٠٦ من هذا الجزء.
(٣) أ: (في أثناء المجلس).
(٤) أ: يطول بسطها وقد استقصاها.
(٥) اللفظة كثيرة التصحيف من الأصول، وقد قيدها ابن خلكان (٤/ ١٢١).
(٦) في ط: "البهلول"، وهو تحريف، والصواب ما أثبتنا، وهو الذي في كامل ابن الأثير (١٢/ ٢٣٦) وخط الذهبي في تاريخ الإسلام (١٣/ ١٠) (بشار).
(٧) الكامل (١٢/ ٢٤٢).
(٨) عن ط وحدها.
(٩) عن أ، وحدها.
(١٠) عن ب وحدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>