كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

٣ - تاريخ الإسلام - ثم دخلت سنة ثنتين وستمئة - ج: 15 - ص: 11

الأموي بسفارة الوزير صفي الدين بن شكر (١) وزير العادل، وكمل تبليطه في سنة أربع وستمئة.

وممن توفي فيها من المشاهير (٢):

شرف الدين أبو الحسن (٣) علي بن محمد بن علي جمالِ الإسلام الشهرزوري، بمدينة حمص، وقد كان أُخرج إِليها من دمشق.

وكان قبل ذلك مدرِّسًا بالأَمِينيّة (٤) والحلقة بالجامع تجاه البرادة (٥)، وكان لديه علم جيد بالمذهب والخلاف.

التقي عيسى بن يوسف (٦) بن أحمد الغَرَّافي (٧) الضرير، مدرس الأَمينيَّة أيضًا.

كان يسكن المنارة الغربية، وكان عنده شاب يخدمه ويقود (٨) فعدم للشيخ دراهم، فاتُّهم هذا الشاب بها، فلم يثبت له عنده شيء (٩) واتهم به (١٠) الشيخ، ولم يكن يظن الناس أن عنده من المال شيئًا (١١)، فضاع المال واتهم عرضه، فأصبح يوم الجمعة السابع من ذي القعدة مشنوقًا ببيته بالمئذنة الغربية، فامتنع (١٢) الناس من الصلاة عليه لكونه قتل نفسه، فتقدم الشيخ فخر الدين عبد الرحمن بن عساكر فصلى

---

(١) هو عبد الله بن علي بن عبد الخالق الوزير صفي الدين بن شكر، سترد ترجمته فى وفيات سنة ٦٢٢ من هذا الجزء.
(٢) في ط: وفيها توفي من الأعيان.
(٣) ترجمته في التكملة لوفيات النقلة (٢/ ٨٢ - ٨٣) وذيل الروضتين (٥٤) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٦٦) وسير أعلام النبلاء (٢١/ ٤٢٣).
(٤) المدرسة الأمينية إِحدى مدارس الشافعية في دمثسق بناها أمين الدولة كُمُنئْمتكين بن عبد اللّه الطغتكي. توفي سنة ٥٤١ هـ.
(٥) قال العلموي: (المدرسة الأمينية قبلي باب الزيادة (كذا) من أبواب الجامع الأموي المسمَّى قديمًا بباب الساعات وفي شرقي المجاهدية جوار قاسارية القواسين).
وقال بدران: اغتصبت أوقافها ثم قيَّض اللّه لها بعض مؤدبي الأولاد، اتخذها مكتبًا للتعليم وهي الآن على ما ذكرنا مختصر تنبيه الطالب (٣٣) ومنادمة الأطلال (٨٦ - ٨٧).
(٦) ترجمة -الغَرّافي- في ذيل الروضتين (٥٥٤ - ٥٥٥) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٥٥) والعبر (٥/ ٤) وسير أعلام النبلاء (٢١/ ٤٢٢) ونكت الهميان (٣٢٣ - ٣٢٤) وطبقات السبكي (٨/ ٣٤٥) وطبقات الإسنوي (١/ ١٢٧) والدارس (١/ ١٨٥) وشذرات الذهب -محمود الأرناؤوط- (٧/ ١٣ - ١٤).
(٧) في ط: العراقي. وهو تحريف -نسبة الغرافي إِلى الغَرَّاف- وهو نهر كبير تحت واسط بينها وبين البصرة وعليه كورة فيها كور كثيرة. معجم البلدان: (غرف) وذيل الروضتين (٥٤).
(٨) ط: ويقود به.
(٩) ط: شيئًا؛ وهو خطأ.
(١٠) ط: واتهم الشيخ عيسى هذا بأنه يلوط به.
(١١) ط: شيء؛ خطأ نحوي.
(١٢) أ: فأحجم.