للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمامُ أحمد أيضًا (١): حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا منصور بن سعد، عن بُديل بن مَيْسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر قال: قلتُ: يا رسول الله؛ متى كنت (٢) نبيًّا؟ قال: "وآدمُ بين الرُّوح والجَسَد" تفرد بهنَّ أحمد.

وقد رواه عمر بن أحمد بن شاهين في كتاب "دلائل النبوة" من حديث أبي هريرة فقال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز -يعني أبا القاسم البَغَوِي- حدّثنا أبو هَمَّام [عن] (٣) الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، حدّثني يحيى، عن (٤) أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سُئل رسولُ الله : متى وجبتْ لك النبوَّة؟ قال: "بين خلْق آدم ونفخ الروح فيه".

ورواه من وجهٍ آخر عن الأوزاعي به. وقال: "وآدم مُنْجَدِلٌ في طينته".

ورُوي عن البغوي (٥) أيضًا عن أحمد بن المقدام، عن بقيَّة، عن (٦) سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي هريرة -مرفوعًا- في قول الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ﴾ [الأحزاب: ٧] قال رسول الله : "كنتُ أوَّلَ النبيين في الخَلْق وآخرَهُم في البعث".

ومن حديث ابن مُزَاحم، عن قيس بن الربيع، عن جابر، عن الشعبي، عن ابن عباس قيل: يا رسول الله، متى كنتَ نبيًا؟ قال: "وآدمُ بين الرُّوحِ والجسد" (٧).

وأما الكُهَّان من العرب، فأتتهم به الشياطينُ من الجن فيما تسترِقُ من السمع، إذْ كانتْ وهي


(١) في المسند (٥/ ٥٩)، وإسناده صحيح.
(٢) كذا في ح، ط، وفي المسند: كتبت.
(٣) ما بين معقوفين زيادة يقتضيها السياق، إذ إن كنية الوليد بن مسلم "أبو العباس" لا "أبو همَّام" وأبو همَّام هذا هو الوليد بن شجاع السكوني، وهو الذي يروي عن الوليد بن مسلم ويروي عنه أبو القاسم البغوي، كما هو ثابت في تهذيب التهذيب (١١/ ١٣٥).
(٤) وقع في ح: يحيى بن أبي سلمة وهو تصحيف، والمثبت من ط ويحيى هو ابن أبي كثير الطائي مولاهم، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني.
(٥) البغوي هو أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز المتوفى ٣١٧ هـ؛ وقد صححه السيوطي في الجامع الصغير، وقال المناوي في فيض القدير (٥/ ٥٣): أخرجه ابن سعد في الطبقات (١/ ١٤٩) عن قتادة مرسلًا، وأخرجه أبو نعيم في الدلائل وابن أبي حاتم في تفسيره وابن لال والديلمي. قلت: وأخرجه الطبري في تفسيره (٢١/ ١٢٥) من طريق بشر عن يزيد به. وسيأتي مرويًا عن أبي نعيم (ص ١٢٩ حاشية ١٠) من هذا الجزء، وساقه المصنف أيضًا في تفسيره (٣/ ٤٦٩).
(٦) في ح، ط: بقية بن سعيد بن بشير وهو تصحيف، وبقية هو ابن الوليد أبو يحمد الحمصي الكلاعي، وروايته عن سعيد بن بشير، ورواية سعيد عن قتادة ثابتة في ترجمة سعيد في تهذيب التهذيب (٤/ ٨، ٩).
(٧) سيأتي سياق الحديث في ص (١٢٩ حاشية ٦) مرويًا عن أبي نعيم في دلائل النبوة، ولم أجده فيه، إلا أن محقق دلائل أبي نعيم ساقه في مقدمته ص ٢٥ وترجح لديه أن المطبوع من الدلائل هو المنتخب وليس الكتاب بتمامه.