للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عمر: صدق، بينما أنا نائمٌ عند آلهتهم إذْ جاء رجلٌ بِعْجلٍ فذبحَهُ، فصرخ به صارخٌ لم أسمعْ صارِخًا قطُ أشدَّ صَوْتًا منه يقول: يا جَليح (١)، أمْرٌ نَجِيح، رجلٌ فصيح، يقوِل: لا إله إلا الله. فوثب القوم، فقلت: لا أبْرَحُ حتى أعلمَ ما وراءَ هذا. ثمّ نادى: يا جليح، أمرٌ نجِيح، رجلٌ فصيح يقول لا إله إلا الله، فقمتُ فما نَشِبْنا أنْ قيل: هذا نبيّ. تفرَّد به البخاري.

وهذا الرجل هو سَوَاد بن قارِب الأزْدي، ويقال السَّدُوسي، من أهل الشَّرَاة من جبال البَلْقاء (٢) له صحبة ووفادة.

قال أبو حاتم وابن مَنْدَه: روى عنه سعيد بن جبير، وأبو جعفر محمد بن علي، وقال البخاري: له صحبة.

وهكذا ذكره في أسماء الصحابة أحمد بن [هارون بن] (٣) روح البَرْذَعي الحافظ، والدَّارَقُطْني (٤)، وغيرُهما.

وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد المِصْري (٥): سَوَاد بن قارِب بالتخفيف.

وقال عثمان الوقَّاصي عن محمد بن كعب القُرَظي: كان من أشراف أهل اليمن. ذكره أبو نعيم في "الدلائل" (٦).

وقد رُوي حديثُه من وجوهٍ أُخر مطوَّلة بأبسطَ من روايةِ البخاري (٧).


= على ظهور الإبل تحت الرَّحْل. ووقع هذا القسيم (الشطر) غير موزون؛ وفي رواية الباقر "ورحلها العيس بأحلاسها" وهذا موزون. فتح الباري (٧/ ١٨٠، ١٨١).
(١) "جليح بوزن عظيم": معناه الوقح المكافح بالعداوة؛ قال ابن التين: يحتمل أن يكون نادى رجلًا بعينه، ويحتمل أن يكون أراد من كان بتلك الصفة. قال ابن حجر: ووقع في معظم الروايات: يا آل ذريح، وهم بطن مشهور من العرب. فتح الباري (٧/ ١٨١) وقال السهيلي في الروض (١/ ٢٤٢): يا جليح: سمعت بعض أشياخنا يقول: هو اسم شيطان، والجليح في اللغة ما تطاير من رؤوس النبات وخفّ نحو الفطر وشبهه.
(٢) في ح، ط: السراة، بالسين المهملة، والمثبت من مختصر ابن منظور (١٠/ ٢١١) ومعجم البلدان (١/ ٤٨٩ البلقاء) و (٣/ ٣٣١، ٣٣٢ الشراة) والبلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، قصبتها عمان، وبالبلقاء مدينة الشراة شراة الشام، أرض معروفة وبها الكهف والرقيم فيما زعم بعضهم.
(٣) إضافة مفيدة لأنه منسوب إلى جده، وهو البرديجي المتوفى سنة ٣٠١ هـ صاحب كتاب طبقات الأسماء المفردة.
(٤) المؤتلف والمختلف (٣/ ١٢٣٣).
(٥) راجع المؤتلف والمختلف لعبد الغني، ص ٧١.
(٦) دلائل النبوة لأبي نعيم (١/ ١١١، ١١٢) (طبعة القلعجي ١٤٠٦ هـ).
(٧) ساق المصنف بعض هذه الوجوه فيما يأتي، وأشرتُ إلى أماكنها، وينضاف إليها دلائل النبوة لأبي نعيم (١/ ١٣٧ - ١٤٢) ودلائل البيهقي (٢/ ٢٤٨ - ٢٥٤) ومستدرك الحاكم (٣/ ٦٠٨ - ٦١٠) وذكر الخبر ابن حجر في الإصابة ترجمة سواد عن ابن أبي خيثمة والروياني من طريق أبي جعفر الباقر، وابن عبد البر في الاستيعاب، والهيثمي في =