للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى الحافظ أبو نعيم (١)، من حديث عبد اللّه بن محمد بن عقيل (٢)، عن جابر بن عبد اللّه قال: إنَّ أول خبرٍ كان بالمدينة بمبعث رسولِ اللّه أنَّ امرأةً بالمدينة كان لها تابعٌ من الجن، فجاء في صورة طائرٍ أبيض، فوقع على حائطٍ لهم، فقالت له: لِمَ لا تنزلُ إلينا فتحدِّثنا ونحدِّثك، وتخبرنا ونخبرك؟ فقال لها: إنه قد بُعث نبيٌّ بمكة حرَّم الزِّنا ومنع منا القرار (٣).

وقال الواقدي: حدّثني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن الزُّهري، عن علي بن الحسين قال: إنَّ أولَ خبير فدم المدينة عن رسولِ اللّه أنَّ امرأةً تُدعى فاطمة كان لها تابع، فجاءها ذات يوم، فقام على الجدار، فقالت: ألا تنزل؟ فقال: لا، إنه قد بُعث الرسول الذي حرَّم الزِّنا (٤).

وأرسله بعض التابعين (٥) أيضًا وسمَّاه بابن لوذان، وذكر أنه كان قد غاب عنها مدة، ثمّ لما قدم عاتَبَتْهُ فقال: إني جئتُ الرسولَ فسمعته يحرِّم الزِّنا، فعليك السلام.

وقال الواقدي: حدّثني محمد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: قال عثمان بن عفان: خرجنا في عير إلى الشام قبل أن يُبعث رسولُ اللّه فلما كنا بأفواه الشام- وبها كاهنة- فتعرضَتْنا، فقالت: أتاني صاحبي فوقف على بابي، فقلت: ألا تدخل؟ فقال: لا سبيل إلى ذلك، خرج أحمد، وجاء أمْرٌ لا يُطاق. ثم انصرفتُ، فرجعتُ إلى مكة، فوجدتُ رسولَ الله قد خرج بمكة يدعو إلى اللّه ﷿.

وقال الواقدي (٦): حدّثني محمد بن عبد اللّه الزهري قال: كان الوحي يُسمع، فلما كان الإسلام مُنعوا، وكانتِ امرأةٌ من بني أسد يقال لها: سعيرة، لها تابع من الجن، فلما رأى الوحيَ لا يُستطاع، أتاها فدخل في صدرها، فضجَّ في صدرها، فذهب عقلُها، فجعل يقول من صدرها: وُضع العناق، ومُنع الرِّفاق، وجاء أمر لا يُطاق، وأحمد حرَّم الزِّنا.


(١) في دلائل النبوة (١/ ١٣١) وأخرجه ابن إسحاق في السيرة (ص ٩٢) رقم (١٢٢) وابن سعد في الطبقات (١/ ١٨٩، ١٩٠) عن عبد اللّه بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو به والإمام أحمد في المسند (٣/ ٣٥٦) عن أبي المليح به، وأخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (٨/ ٢٤٣) والخطيب في الأسماء المبهمة (ص ٢٥٩) وسمَّى المرأة فيه بـ: فطيمة اليثربية، وذكره السيوطي في الخصائص (١/ ١٠٣).
(٢) عبد اللّه بن محمد بن عقيل ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، فهو ضعيف عند التفرد، وقد تفرد هنا (بشار).
(٣) في مسند الإمام أحمد: الفرار. بالفاء.
(٤) طبقات ابن سعد (١/ ١٦٧) فيه الخبر بنحوه من طرق عن الزهري وعن علي بن الحسين، وإسناده ضعيف، لإرساله.
(٥) دلائل النبوة لأبي نعيم (١/ ١٣٢).
(٦) أخرجه ابن سعد بنحوه في الطبقات (١/ ١٦٧) عن علي بن محمد عن عبد اللّه بن محمد القرشي عن الزهري.