للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد (١): حدَّثنا إبراهيم، حدَّثنا رباح، عن معمر، عن ابن طاووس، عن عكرمة بن خالد، عن جعفر بن عبد المطلب بن أبي وَدَاعَة، عن أبيه قال: قرأ رسولُ الله بمكة سورةَ النجم، فسجد وسجد من عنده، فرفعتُ رأسي وأبَيْتُ أنْ أسجد -ولم يكن أسلم يومئذ المطلب- فكان بعد ذلك (٢) لا يسمعُ أحدًا يقرؤها إلا سجد معه.

وقد رواهُ النَّسائي (٣) عن عبد الملك بن عبد الحميد، عن أحمد بن حنبل به.

وقد يجمع بين هذا والذي قبلَه بأنَّ هذا سجد ولكنه رفع رأسه استكبارًا، وذلك الشيخ الذي استثناهُ ابنُ مسعود لم يسجد بالكَليَّة. والله أعلم.

والمقصود أنَّ الناقل لما رأى المشركين قد سجدوا متابعةً لرسولِ الله اعتقد أنهم قد أسلموا واصطلحوا معه، ولم يبق نزاعٌ بينهم. فطار الخبر بذلك وانتشر حتى بلغ مهاجرةَ الحبشة بها، فظنُّوا صحة ذلك، فأقبل منهم طائفةٌ طامعين بذلك. وثبتتْ جماعةٌ، وكلاهما محسِنٌ مُصيبٌ فيما فعل، فذكر ابن إسحاق (٤) أسماء مَنْ رجعَ، منهم: عثمان بن عفان، وامرأتُه رُقَيَّة بنتُ رسولِ الله ، وأبو حُذَيفة بن عُتبة بن رَبيعة، وامرأته سَهْلَة بنت سُهَيل، وعبد الله بن جَحْش بن رِئَاب، وعُتْبَة بن غَزْوان، والزُّبير بن العوَّام، ومُصعب بن عُمير، وسُوَيبط بن سعد، وطُلَيب بن عمر، وعبد الرحمن بن عَوْف والمِقْدَاد بن عمرو، وعبد الله بن مسعود، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وامرأتُهُ أم سلمة بنت أبي أُمَيَّة بن المغيرة، وشَمَّاس بن عثمان، وسَلَمة بن هشام، وعيَّاش بن أبي ربيعة - وقد حُبسا بمكة حتى مضت بدرٌ وأُحُد (٥) والخندق -وعمَّار بن ياسر- وهو ممَّنْ شُكَّ فيه أَخَرَجَ إلى الحبشة أمْ لا. ومُعَتِّب بن عوف، وعثمان بن مَظْعون، وابنه السائب، وأخواه قدامة وعبد الله ابنا مظعون، وخُنَيْس بن حُذَافة، وهشام بن العاص بن وائل -وقد حُبس بمكة إلى بعد الخندق- وعامر بن ربيعة، وامرأته ليلى بنت أبي حَثْمة، وعبد الله بن مَخْرَمة، وعبد الله بن سُهيل بن عمرو -وقد حُبس حتى كان يوم بدر فانحاز إلى المسلمين فشهد معهم بَدْرا- وأبو سَبْرَة بن أبي رُهْم، وامرأته أم كلثوم بنت سُهيل، والسكران بن عمرو بن عبد شَمْس، وامرأتُه سَوْدَة بنت زمعة - وقد ماتَ بمكة قبل الهجرة، وخَلَف على امرأته رسولُ الله وسعد بن خَوْلَة، وأبو عُبيدة بن الجرَّاح، وعمرو بن الحارث بن زهير، وسُهَيل بن بَيْضاء، وعمرو بن أبي سَرْح، فجميعُهم ثلاثةٌ وثلاثونَ رجلًا .


= من رأى فيها السجود، وسنن النسائي (٩٥٩) الافتتاح باب السجود في والنجم.
(١) في مسنده (٣/ ٤٢٠) رقم (١٥٤٠٣ - ١٥٤٠٤).
(٢) ليست اللفظة في مسند أحمد.
(٣) سنن النسائي (٩٥٨) الافتتاح باب السجود في والنجم، وهو حديث صحيح.
(٤) سيرة ابن هشام (١/ ٣٦٥) وما بعدها.
(٥) في ح، ط: مضت بدرًا واحدًا، والمثبت من سيرة ابن هشام.