للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا رواه ابنُ جرير (١) من حديث أسباط، عن سماك به.

وقال الحافظ أبو نعيم (٢): حدَّثنا أبو بكر الطَّلْحي، حدَّثنا أبو حَصِين محمد بن الحسين الوادِعي، حدَّثنا يحيى الحِمَّاني، حدَّثنا يزيد، عن عطاء، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنَّا مع النبيِّ بمنى فانشقَّ القمر، حتى صار فِرْقَتَيْن فتوارت، فِرْقة خلْف الجَبَل، فقال النبيُّ : "اشهدوا، اشهدوا" (٣).

وقال أبو نعيم (٤): حدَّثنا سليمان بن [أحمد، حدَّثنا جعفر بن محمد القلانسي، حدَّثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا الليث بن] (٥) سعد، حدَّثنا هشام بن سعد، عن عتبة، عن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود، قال: انشقَّ القمَر ونحن بمكَّة، [فلقد رأيت أحد شقيه على الجبل الذي بمنى ونحن بمكة] (٥).

وحدَّثنا (٦) أحمد بن إسحاق، حدَّثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدَّثنا محمد بن حاتم، حدَّثنا معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن عاصم، عن زِرّ، عن عبد الله، قال: انشقَّ القمرُ بمكَّة، فرأيتُه فِرْقَتَيْن.

ثم روى (٤) من حديث علي بن سعيد بن مسروق، حدَّثنا موسى بن عمير، عن منصور بن المعتمر، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: رأيتُ القمرَ واللهِ منشقًا باثنتَيْن بينهما حِرَاء.

وروى أبو نعيم (٤) من طريق السُّدِّي الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. قال: انشق القمر فِلْقَتَيْن. فِلْقَةٌ ذهبَتْ، وفلقةٌ بقيتْ. قال ابنُ مسعود: لقد رأيتُ جبلَ حِرَاء بين فِلْقَتي القمر، فذهبَتْ فِلْقَة. فتعجَّب أهلُ مكَّة من ذلك وقالوا: هذا سحرٌ مصنوع، سيذهب. وقال ليث بن أبي سُليم، عن مجاهد. قال: انشقَّ القمَرُ على عهدِ رسولِ الله فصار فرقتَيْن، فقال النبيُّ لأبي بكر: "اشْهَدْ (٧) يا أبا بكر". وقال المشركون: سحرَ القمرَ حتى انشقَّ.

فهذه طرقٌ متعدِّدةٌ، قويَّةُ الأسانيد، تفيد القَطْع لمن تأمَّلها وعرف عدالة رجالها. وما يذكُره بعضُ القُصَّاص من أنَّ القمر سقط إلى الأرض حتى دَخَلَ في كُمِّ النبيِّ وخرج من الكُمِّ الآخر فلا أصلَ له،


(١) يعني الطبري في تفسير سورة القمر التفسير (٢٧/ ٨٥).
(٢) ليست هذه الرواية فيما طبع من دلائل أبي نعيم، وقد ذكرها السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٦٧١) فقال: وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق علقمة عن ابن مسعود … فذكر الحديث.
(٣) في الدر المنثور: اشهدوا مرة واحدة.
(٤) لم أجد هذه الرواية فيما طبع من الدلائل ولا في الدر المنثور.
(٥) ما بين المعقوفين ليس في ح.
(٦) القائل أبو نعيم في الدلائل (١/ ٣٦٧).
(٧) في ط: فاشهد، والمثبت من ح.