للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: والصحيح أنّ جملة المشركين كانوا ما بين التّسعمئة إلى الألف، وقد صرّح قتادة (١) بأنّهم كانوا تسعمئةٍ وخمسين رجلًا، وكأنّه أخذه من هذا الذي ذكرناه، واللَّه أعلم.

وفي حديث عمر المتقدّم (٢)، أنّهم كانوا زيادةً على الألف. والصحيح الأول؛ لقوله : "القوم ما بين التسعمئة إلى الألف" (٣).

وأمّا الصحابة يومئذٍ فكانوا ثلاثمئةٍ وبضعة عشر رجلًا، كما سيأتي التنصيص على ذلك، وعلى أسمائهم، إن شاء اللَّه.

وتقدّم في حديث الحكم، عن مقسمٍ، عن ابن عباسٍ أنّ وقعة بدرٍ كانت يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان. وقاله أيضًا عروة بن الزبير، وقتادة، وإسماعيل السّدّيّ الكبير، وأبو جعفرٍ الباقر (٤).

وروى البيهقي (٥) من طريق قتيبة، عن جريرٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللَّه بن مسعودٍ في ليلة القدر، قال: تحرَّوها لإحدى عشرة بقين؛ فإنّ صبيحتها يوم بدرٍ.

قال البيهقي (٦): وروي عن زيد بن أرقم، أنّه سئل عن ليلة القدر، فقال: ليلة تسع عشرة. ما شكّ. وقال: يوم الفرقان يوم التقى الجمعان.

قال البيهقي (٧): والمشهور عن أهل المغازي أنّ ذلك لسبع عشرة ليلةً مضت من شهر رمضان.

ثم قال البيهقي (٨): أخبرنا أبو الحسين بن بشران، حدّثنا أبو عمرو بن السّمّاك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا عمرو بن عثمان، سمعت موسى بن طلحة يقول: سئل أبو أيوب الأنصاريُّ عن يوم بدرٍ، فقال: إمّا لسبع عشرة خلت، أو ثلاث عشرة خلت أو لإحدى عشرة بقيت، وإما لسبع عشرة بقيت. وهذا غريبٌ جدًّا.

وقد ذكر الحافظ ابن عساكر (٩) في ترجمة قُباث بن أشيم اللّيثيّ، من طريق الواقديّ وغيره بإسنادهم إليه، أنّه شهد يوم بدرٍ مع المشركين، فذكر هزيمتهم مع قلَّة أصحاب رسول اللَّه ، قال: وجعلت


(١) فيما ذكره الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (٣/ ٢٧٨).
(٢) رواه أحمد في "المسند" (١/ ٣٠) وإسناده صحيح.
(٣) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ٤٢ - ٤٣) ضمن سياق حديث طويل.
(٤) وقد أخرج أقوالهم البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ١٢٦ - ١٢٧).
(٥) في "دلائل النبوة" (٣/ ١٢٧ - ١٢٨).
(٦) في "دلائل النبوة" (٣/ ١٢٨).
(٧) في "دلائل النبوة" (٣/ ١٢٨).
(٨) في "دلائل النبوة" (٣/ ١٢٨ - ١٢٩).
(٩) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٤/ ٣٨٥ - ٣٨٦) (المخطوط).