للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوّل من سنّ الركعتين عند القتل هو، ثم قال: اللهمّ أحصهم عددًا واقتلهم بددًا. ثم قال: [من الطويل]

ولستُ أبالي حين أُقتل مسلمًا … على أيّ شقٍّ كان في اللَّه مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ … يبارك على أوصال شلوٍ ممزّع

قال: ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله، وبعثت قريشٌ إلى عاصمٍ؛ ليؤتَوا بشيءٍ من جسده يعرفونه، وكان عاصمٌ قتل عظيمًا من عظمائهم يوم بدرٍ، فبعث اللَّه عليه مثل الظّلّة من الدّبْر، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيءٍ.

وقال البخاريّ (١): ثنا عبد اللَّه بن محمدٍ، ثنا سفيان، عن عمرو، سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: الذي قتل خبيبًا هو أبو سِروعة.

قلت: واسمه عقبة بن الحارث، وقد أسلم بعد ذلك، وله حديثٌ في الرّضاع، وقد قيل: إن أبا سِروعة وعقبة أخوان، فاللَّه أعلم.

هكذا ساق البخاريّ في كتاب المغازي من "صحيحه" قصة أصحاب الرّجيع.

ورواه أيضًا في التوحيد وفي الجهاد (٢)، من طرقٍ، عن الزُّهريّ، عن عَمْرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثَّقفي حليف بني زهرة، ومنهم من يقول: عُمَر بن أبي سفيان. والمشهور عَمْرٌو.

وفي لفظٍ للبخاريّ (٣): بعث رسول اللَّه عشرة رهطٍ سريّةً عينًا، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح. وساق نحوه.

وقد خالفه محمد بن إسحاق، وموسى بن عقبة وعروة بن الزّبير في بعض ذلك، ولنذكر كلام ابن إسحاق؛ ليعرف ما بينهما من التفاوت والاختلاف، على أنّ ابن إسحاق إمامٌ في هذا الشأن، وغير مدافعٍ، كما قال الشافعيّ، : من أراد المغازي فهو عِيالٌ على محمدٍ بن إسحاق.

قال محمد بن إسحاق (٤)، : ثنا عاصم بن عمر بن قتادة قال: قدم على رسول اللَّه بعد أحدٍ رهطٌ من عضلٍ والقارة، فقالوا: يا رسول اللَّه، إن فينا إسلامًا، فابعث معنا نفرًا من أصحابك يفقّهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن، ويعلّموننا شرائع الإسلام. فبعث رسول اللَّه معهم نفرًا ستة من أصحابه وهم؛ مَرثد بن أبي مرثدٍ الغنويّ، حليف حمزة بن عبد المطلب -قال ابن إسحاق: وهو أمير القوم- وخالد بن البكير اللّيثيّ، حليف بني عديٍّ، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، أخو بني عمرو بن عوفٍ، وخبيب بن عديٍّ، أخو بني جحجبى بن كلفة بن عمرو بن عوفٍ، وزيد بن الدّثنة، أخو بني


(١) رواه البخاري رقم (٤٠٨٧).
(٢) من "صحيحه" رقم (٧٤٠٢) و (٣٠٤٥).
(٣) في "صحيحه" رقم (٣٠٤٥).
(٤) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ١٦٩).