رسائل تدرس في المؤمنين … بهنّ اصطفى أحمد المصطفي
فأصبح أحمد فينا عزيزًا … عزيز المقامة والموقف
فيا أيّها الموعدوه سفاهًا … ولم يأت جورًا ولم يعنف
ألستم تخافون أدنى العذاب … وما آمِنُ اللَّه كالأخوف
وأن تُصرعوا تحت أسيافه … كمصرع كعبٍ أبي الأشرف
غداة رأى اللَّه طغيانه … وأعرض كالجمل الأجنف
فأنزل جبريل في قتله … بوحيٍ إلى عبده ملطف
فدسّ الرسول رسولًا له … بأبيض ذي هبّةٍ مرهف
فباتت عيونٌ له معولاتٌ … متى ينع كعبٌ لها تذرف
وقلن لأحمد ذرنا قليلًا … فإنّا من النّوح لم نشتف
فخلّاهمُ ثم قال اظعنوا … دحورًا على رغم الآنف
وأجلى النّضير إلى غربةٍ … وكانوا بدارٍ ذوي زخرف
إلى أذرعاتٍ ردافًا وهم … على كلّ ذي دبَر أعجف
وتركنا جوابها أيضًا من سَمَّاكٍ اليهوديّ قصدًا.
ثم ذكر تعالى حكم الفيء، وأنه حكم بأموال بني النّضير لرسول اللَّه ﷺ، وملّكها له، فوضعها رسول اللَّه ﷺ حيث أراه اللَّه تعالى، كما ثبت في "الصحيحين" عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنّه قال: كانت أموال بني النضير ممّا أفاء اللَّه على رسوله ﷺ، ممّا لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركابٍ، فكانت لرسول اللَّه ﷺ خاصّةً، فكان يعزل نفقة أهله سنةً، ثم يجعل ما بقي في الكراع والسلاح عدّةً في سبيل اللَّه، ﷿.
ثم بينّ تعالى حكم الفيء، وأنّه للمهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسانٍ على منوالهم وطريقتهم: ﴿وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: ٧].
قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا عارمٌ وعفان، قالا: حَدَّثَنَا معتمرٌ، سمعت أبي يقول: حَدَّثَنَا أنس بن مالكٍ، عن نبيّ اللَّه ﷺ، أن الرجل كان يجعل له من ماله النخلات، أو كما شاء اللَّه، حتى فتحت عليه قريظة والنّضير. قال: فجعل يردّ بعد ذلك. قال: وإنّ أهلي أمروني أن آتي النَّبِيّ ﷺ فأسأله الذي كان أهله أعطوه أو بعضه، وكان نبي اللَّه ﷺ أعطاه أمّ أيمن، أو كما شاء اللَّه. قال: فسألت النَّبِيّ ﷺ فأعطانيهنّ، فجاءت أمّ أيمن فجعلت الثوب في عنقي وجعلت تقول: كلا واللَّه الذي لا إله إلّا هو، لا يعطيكهن وقد أعطانيهنّ. أو كما قالت. فقال النَّبِيّ ﷺ: "لك كذا وكذا". وتقول: كلا واللَّه. قال: ويقول: "لك كذا وكذا". وتقول: كلَّا واللَّه. قال: ويقول: "لك كذا وكذا". حتى أعطاها -حسبته