للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يليه، والآخرون قيامٌ يحرسونهم، فلمّا سجدوا وقاموا جلس الآخَرون فسجدوا في مكانهم، ثم تقدّم هؤلاء إلى مصافِّ هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصافِّ هؤلاء. قال: ثم ركع فركعوا جميعًا، ثم رفع فرفعوا جميعًا، ثم سجد النَّبِيّ والصفّ الذي يليه والآخرون فيامٌ يحرسونهم، فلمّا جلسوا جلس الآخرون، فسجدوا؛ ثم سلّم عليهم، ثم انصرف. قال: فصلاها رسول اللَّه مرتين؛ مرةً بعسفان ومرةً بأرض بني سليمٍ. ثم رواه أحمد (١)، عن غندرٍ، عن شعبة، عن منصورٍ به نحوه. وقد رواه أبو داود (٢) عن سعيد بن منصورٍ، عن جرير بن عبد الحميد، والنسائيّ (٣) عن الفلَّاس، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، [و] عن محمد بن المثنى وبندارٍ، عن غندرٍ، عن شعبة، ثلاثتهم عن منصورٍ به. وهذا إسنادٌ على شرط "الصحيحين" ولم يخرجه واحدٌ منهما، لكن روى مسلم (٤) من طريق أبي خيثمة زهير بن معاوية، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ قال: غزونا مع رسول اللَّه قومًا من جهينة، فقاتلوا قتالًا شديدًا، فلمّا أن صلّي الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلةً لاقتطعناهم. فأخبر جبريل رسول اللَّه بذلك، وذكر لنا رسول اللَّه قال: "وقالوا: إنّه ستأتيهم صلاةٌ هي أحبّ إليهم من الأولاد". فذكر الحديث كنحو ما تقدّم.

وقال أبو داود الطّيالسيّ (٥): حدَّثنا هشامٌ، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللَّه قال: صلّى رسول اللَّه بأصحابه الظهر بنخلٍ، فهمّ به المشركون، ثُمَّ قالوا: دعوهم؛ فإنّ لهم صلاة بعد هذه الصلاة هي أحبّ إليهم من أبنائهم. قال: فنزل جبريل على رسول اللَّه فأخبره، فصلّى بأصحابه العصر، فصفّهم صفّين؛ رسول اللَّه بين أيديهم، والعدوّ بين يدى رسول اللَّه ، فكبّر وكبّروا جميعًا، وركعوا جميعًا، ثم سجد الذين يلونه، والآخَرون قيامٌ، فلمّا رفعوا رؤوسهم سجد الآخرون، ثم تقدّم هؤلاء وتأخر هؤلاء، فكبّروا جميعًا، وركعوا جميعًا، ثم سجد الذين يلونهم، والآخرون قيامٌ، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الآخرون.

وقد استشهد البخاريّ في "صحيحه" (٦) برواية هشامٍ هذه، عن أبي الزُّبير، عن جابرٍ.

وقال الإمام أحمد (٧): ثنا عبد الصمد، ثنا سعيد بن عُبيدٍ الهُنائيّ، ثنا عبد اللَّه بن شقيقٍ، حدَّثنا أبو هريرة أنّ رسول اللَّه نزل بين ضجنان وعُسفان، فقال المشركون: إن لهؤلاء صلاةً هي أحبّ إليهم من آبائهم وأبنائهم -وهي العصر- فأجمعوا أمركم، فميلوا عليهم ميلةً واحدةً. وإن جبريل أتى


(١) رواه أحمد في "المسند" (٤/ ٦٠).
(٢) رواه أبو دواد في "السنن" رقم (١٢٣٦).
(٣) رواه النسائي في "المجتبى" (٣/ ١٧٧).
(٤) في "صحيحه" رقم (٨٤٠).
(٥) في "مسنده" رقم (١٧٣٨).
(٦) رقم (٤١٣٠) تعليقًا.
(٧) رواه أحمد في "المسند" (٢/ ٥٢٢)، وإسناده حسن.