للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لهذا ثبت في "الصحيحين" (١) عن أبي هريرة قال: كان رسول الله يقول: "لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزَّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، فلا شيء بعده"، وفي قوله: ﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ﴾. إشارة إلى وضع الحرب بينهم وبينهم. وهكذا وقع، ولم ترجع قريش بعدها إلى حرب المسلمين، كما قال محمد بن إسحاق (٢)، : فلما انصرف أهل الخندق عن الخندق؟ قال رسول الله فيما بلغنا: "لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا، ولكنكم تغزونهم". قال: فلم تغزهم قريش بعد ذلك، وكان يغزوهم بعد ذلك، حتى فتح الله عليه مكة.

وهذا بلاغ من [ابن] إسحاق.

وقد قال الإمام أحمد (٣): ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني أبو إسحاق، سمعت سليمان بن صُرَدٍ، ، يقول: قال رسول الله : "الآن نغزوهم ولا يغزونا". وهكذا رواه البخاري، من حديث إسرائيل وسفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن سليمان بن صُرَد، به (٤).

قال ابن إسحاق (٥): واستشهد من المسلمين يوم الخندق ستة؛ ثلاثة من بني عبد الأشهل، وهم: سعد بن معاذ - وستأتي وفاته مبسوطة - وأنس بن أوس بن عتيك بن عمرو، وعبد الله بن سهل، والطفيل بن النعمان، وثعلبة بن غنَمة الجشميان السلميان، وكعب بن زيد النجاري، أصابه سهم غرب فقتله. قال: وقتل من المشركين ثلاثة، وهم: مُنَبِّه بن عثمان بن عبيد بن السبَّاق بن عبد الدار، أصابه سهم فمات منه بمكة، ونوفل بن عبد الله بن المغيرة، اقتحم الخندق بفرسه فتورَّط فيه فقتل هناك، وطلبوا جسده بثمن كبير كما تقدم، وعمرو بن عبد ودٍّ العامري، قتله علي بن أبي طالب.

قال ابن هشام (٦): وحدثني الثقة أنه حُدِّث عن الزُّهري، أنه قال: قتل عليٌّ يومئذ عمرو بن عبد ودٍّ وابنه حسل بن عمرو.

قال ابن هشام: يقال: عمرو بن عبد ودٍّ. ويقال: عمرو بن عبدٍ.


(١) البخاري رقم (٤١١٤) ومسلم رقم (٢٧٢٤).
(٢) "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٢٥٤).
(٣) أحمد في "المسند" (٤/ ٢٦٢)، وإسناده صحجح.
(٤) البخاري رقم (٤١٠٩) و (٤١١٠).
(٥) "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٢٥٢).
(٦) "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٢٥٣).