للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه مسلم: من حديث شعبة (١)، والترمذي من حديث الثوري (٢) وقال: حسن صحيح.

ورواه ابن ماجه (٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن آدم، عن عمَّار بن زريق، عن أبي إسحاق، بإسناده نحوه.

وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة.

وفي مسند الإمام أحمد والسنن عن أبي الدرداء، مرفوعًا: "وإن الملائكة لتضعُ أجنحتها لطالبِ العلم رضًا بما يصنعُ" (٤) أي: تتواضع له، كما قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ [الإسراء: ٢٤] وقال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٥].

وقال الإمام أحمد: حدَّثنا وكيع، عن سُفيان، عن عبد اللَّه بن السَّائب، عن زاذان، عن عبد اللَّه بن مسعود، أنَّ رسولَ اللَّه قال: "إن للَّه ملائكة سيَّاحينَ في الأرضِ، لِيُبلِّغوني عن أمتي السَّلام" (٥).

وهكذا رواه النسائي (٦) من حديث سفيان الثوريّ وسُليمان الأعمش، كلاهما عن عبد اللَّه بن السَّائب به.

وقال الإمام أحمد (٧): حدَّثنا عبد الرزاق، حدَّثنا مَعْمر، عن الزهريّ، عن عروةَ، عن عائشة، قالت: قال رسول اللَّه : "خُلِقتِ الملائكةُ من نورِ، وخُلِقَ الجَانُّ من مَارجٍ من نارٍ، وخُلِقَ آدمُ مما وُصفَ لكم".

وهكذا رواه مسلم (٨): عن محمد بن رافع، وعَبْدِ بن حُمَيْد، كلاهما عن عبد الرزاق به.

والأحاديث في ذكر الملائكة كثيرة جدًا، وقد ذكرنا ما يسَّره اللَّه تعالى، وله الحمد.

فصل: وقد اختلفَ الناس في مسألة تفضيل الملائكة على البشر على أقوال؛ فأكثرُ ما توجد هذه المسألة في كتب المتكلّمين، والخلاف فيها مع المعتزلة ومَنْ وافقهم، وأقدمُ كلامٍ رأيتُه في هذه المسألة ما ذكرَه الحافظ ابن عساكر في "تاريخه" (٩) في ترجمة أميَّة بن عمرو بن سعيد بن العاص؛ أنَّه حضرَ


(١) أخرجه مسلم في صحيحه (٢٧٠٠) فى الذكر والدعاء.
(٢) في جامعه (٣٣٧٨) في الدعوات.
(٣) أخرجه ابن ماجه في سننه (٣٧٩١) في الأدب.
(٤) أخرجه أحمد في المسند (٤/ ٢٣٩ و ٢٤١) وأبو داود في سننه (٣٦٤١) في العلم، والترمذي (٢٦٨٢) في العلم، وابن ماجه (٢٢٣) في المقدمة.
(٥) أخرجه أحمد في المسند (١/ ٤٥٢).
(٦) أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ٤٣) وفى السنن الكبرى (١٢٠٥).
(٧) في المسند (٦/ ١٥٣ و ١٦٨).
(٨) في صحيحه (٢٩٩٦) في الزهد والرقائق.
(٩) تاريخ دمشق (٩/ ٣٠٣ - ٣٠٤).