للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* وفيها كان بعث زيد بن حارثة بالحموم، فأصاب امرأة من مُزَيْنَة، يقال لها: حَليمة، فدلّتهم على محلّة من محال بني سُليم، فأصابوا منها نعمًا، وشاءً وأسراء (١)، وكان فيهم زوج حليمة هذه، فوهبها (٢) رسول الله لزوجها، وأطلقهما.

* وفيها كان بَعْثُ زيد بن حارثة أيضًا، في جمادى الأولى إلى بني ثَعْلَبة، في خمسة عشر رجلًا، فهربت منه الأعراب، فأصاب من نَعَمهم عشرين بعيرًا، ثم رجع بعد أربع ليالي.

* وفيها خرج زيدُ بن حارثة في جمادى الأولى إلى العِيص.

قال: وفيها أُخذت الأموال التي كانت مع أبي العاص بن الرَّبيع، فاستجار بزَينب بنت رسول الله فأجارته، وقد ذكر ابن إسحاق قصّته حين أُخذت العِير التي كانت معه، وقتل أصحابه، وفرَّ هو من بينهم حتى قدم المدينة، وكانت امرأته زينب بنت رسول الله قد هاجرت بعد بدر، فلمَّا جاء المدينة استجار بها، فأجارته بعد صلاة الصّبح، فأجاره لها رسول الله ، وأمر الناس بردِّ ما أخذوا من عِيره، فردُّوا كلّ شيء كانوا أخذوه منه، حتى لم يفقد منه شيئًا، فلمَّا رجع بها إلى مكة، وأدَّى إلى أهلها ما كان لهم معه من الودائع، أسلم وخرج من مكة راجعًا إلى المدينة، فردَّ عليه رسول اللّه زوجته (٣) بالنكاح الأول، ولم يُحْدِث نكاحًا ولا عقدًا، كما تقدَّم بيان ذلك. وكان بين إسلامه وهجرتها ست سنين، ويروى سنتان. وقد بيَّنَّا أنه لا منافاة بين الروايتين؛ وأنّ إسلامه تأخّر عن وقت تحريم المؤمنات على الكفار بسنتين، وكان إسلامه في سنة ثمان في سنة الفتح، لا كما تقدم من كلام الواقديّ، من أنّه سنة ستّ، والله أعلم.

وذكر الواقدي في هذه السنة، أن دِحْيَة بن خليفة الكلبي أقبل من عند قيصر، وقد أجازه بأموال وخِلَعٍ، فلمَّا كان بحِسْمَى (٤) لقيه ناس من جذام، فقطعوا عليه الطريق، فلم يتركوا معه شيئًا، فبعث إليهم رسول اللّه زيد بن حارثة أيضًا، .

قال الواقديّ (٥): حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن يعقوب بن عتبة قال: خرج عليّ، ، في مائة رجل إلى أن نزل إلى حيّ من بني سعد بن بكر، وذلك أنه بلغ رسول الله أنَّ لهم جَمْعًا يريدون أن يمدُّوا يهود خيبر، فسار إليهم باللّيل، وكمن بالنهار، وأصاب عينًا لهم، فأقرَّ له أنه بعث إلى خيبر، يعرض عليهم نصرهم على أن يجعلوا لهم تمر خيبر.


(١) في (آ) و (ط): "وأصروا".
(٢) في (ط): "فوهبه" وهو خطأ.
(٣) يعني "زينب".
(٤) حِسْمى: أرض ببادية الشام، بينها وبين وادي القرى ليلتان، وأهل تبوك يرون جبل حِسْمَى في غربتهم، وفي شرقهم شرورى. انظر "مراصد الاطلاع" (١/ ٤٠٣).
(٥) انظر "المغازي" (٢/ ٥٦٢).