للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أنه: لا يأتيك منا أحد، وإن كان على دينك، إلا رددته علينا. فنزل قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ الآية [الممتحنة: ١٠].

* وفي هذه السنة كانت غزوة المُرَيْسِيع (١)، التي كانت فيها قضيّة الإفك، ونزول براءة أمّ المؤمنين عائشة، ، كما تقدَّم.

* وفيها كانت عُمْرَة الحُديبية، وما كان من صدّ المشركين لرسول الله ، وكيف وقع الصلح بينهم على وضع الحرب عشر سنين، فأمن الناس فيهن بعضهم بعضًا، وعلى أنه لا إغلال ولا إسلال، وقد تقدَّم كلّ ذلك مبسوطًا في أماكنه، ولله الحمد والمنة، وولي الحجّ في هذه السنة المشركون.

* قال الواقدي (٢): وفيها في ذي الحجّة منها بعث رسول الله ستة نفرٍ مصطحبين حاطب بن أبي بَلْتَعَة، إلى المُقوقس صاحب الإسكندرية، وشُجاع بن وهب، من بني أَسد بن خُزيمة، شهد بدرًا، إلى الحارث بن أبي شمر الغسَّانِيّ، يعني ملك عرب النّصارى [بالشام]، ودِحْيَةَ بن خليفة الكلبيّ، إلى قَيْصَر، وهو هِرَقل ملك الرُّوم، وعبد الله بن حُذَافَة السَّهميّ إلى كِسْرى ملك الفرس، وسَلِيط بن عمرو العَامريّ إلى هَوْذة بن عليّ الحنفيّ، وعمرو بن أُمية الضّمريّ، إلى النجاشيّ ملك النَّصارى بالحبشة، وهو أصمحة بن أبجر (٣).

* * *


(١) وتسمى أيضًا (غزوة بني المصطلق). انظر "شذرات الذهب" (١/ ١٢٣).
(٢) انظر "تاريخ الطبري" (٢/ ٦٤٤) نقلًا عن الواقدي.
(٣) انظر تفاصيل ذلك والتعليق عليه في "إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين" لابن طولون الدمشقي، بتحقيقي.