للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه أبو داود، والترمذيُّ وصحَّحه من حديث بُريد، به (١).

وقد ذكر محمد بن إسحاق (٢) أن رسول اللّه بعث عمرو بن أُمَيَّة الضَّمْريَّ إلى النجاشيِّ، يطلب منه من بقي من أصحابه بالحبشة، فقدموا صحبة جعفر وقد فتح النَّبِيُّ خيبر.

قال [ابن هشام] (٣): وذكر سفيان بن عُيينة، عن الأجلح، عن الشعبيِّ، أن جعفر بن أبي طالب قدم على رسول اللّه يوم فتح خيبر، فقبَّل رسول اللّه بين عينيه والتزمه، وقال: ما أدري بأيِّهما أنا أسرُّ؛ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟ " وهكذا رواه سفيان الثَّوريُّ، عن الأجلح، عن الشعبي مرسلًا.

وأسند البيهقيُّ (٤)، من طريق حسن بن حسين العُرَنيِّ عن الأجلح، عن الشعبيِّ، عن جابر قال: لما قدم رسول اللّه من خَيبر قدم جعفر من الحبشة، فتلقاه وقبَّل جبهته وقال: "واللّه ما أدري بأيِّهما أفرح، بفتح خيبر أم بقدوم جَعْفَرَ".

ثم قال البيهقيُّ (٥): أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ، ثنا أبو الحسين بن أبي إسماعيل العلويُّ، ثنا أحمد بن محمد البَيْرُوتيُّ، ثنا محمد بن أحمد بن أبي طيبة، حدثني مكِّيُّ بن إبراهيم الرُّعينيُّ، ثنا سُفيان الثَّوريُّ، عن أبي الزُّبير، عن جابر قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة، تلقَّاه رسول اللّه ، فلمَّا نظر جعفر إليه حَجَلَ - قال مكيٌّ: يعني مشى على رجل واحدةٍ؛ إعظامًا لرسول اللّه - فقبَّل رسول اللّه بين عينيه. ثم قال البيهقيُّ: في إسناده من لا يعرف إلى الثَّوريِّ.

قال ابن إسحاق (٦): وكان الذين تأخَّروا مع جعفر من أهل مَكَّة إلى أن قدموا معه خيبر ستة عشر رجلًا. وسرد أسماءهم وأسماء نسائهم وهم؛ جعفر بن أبي طالب الهاشميُّ، وامرأته أسماء بنت عُمَيس، وابنه عبد اللّه، ولد بالحبشة، وخالد بن سعيد بن العاص بن أُمَيَّة بن عبد شمس، وامرأته أمينة بنت خلف بن أسعد، وولداه سعيد وأَمَةُ بنت خالدٍ، ولدا بأرض الحبشة، وأخوه عمرو بن سعيد بن العاص، ومُعَيقيب بن أبي فاطمة، وكان إلى آل سعيد بن العاص.

قال: وأبو موسى الأشعريُّ عبد اللّه بن قيس، [حليف] آل عُتبة بن ربيعة، وأسود بن نوفل بن


= البخاري يقطّع الحديث كما هو معروف من منهجه. وانظر كتابنا المسند الجامع ١١/ ٤٢٥ - ٤٢٧ حديث رقم (٨٩٠٧) (بشار).
(١) رواه أبو داود رقم (٢٧٢٥) والترمذي رقم (١٥٥٩).
(٢) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٥٩).
(٣) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٥٩) وما بين الحاصرتين مستدرك منه.
(٤) انظر "دلائل النبوة" (٤/ ٢٤٦).
(٥) في "دلائل النبوة" (٤/ ٢٤٦).
(٦) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٥٩).