للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رواه عبد الرزاق (١)، عن مَعْمَر، عن قتادة.

وقال البخاريُّ (٢): ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا عبد الواحد، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى الأشعريِّ قال: لما غزا رسول اللّه خيبر - أو قال: لما توَّجه رسول اللّه [إلى خيبر]- أشرف الناس على وادٍ، فرفعوا أصواتهم بالتكبير: اللّه أكبر، اللّه أكبر، لا إله إلَّا اللّه. فقال رسول اللّه : "اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم". وأنا خلف دابة رسول اللّه ، فسمعني وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلَّا باللّه. فقال: "يا عبد اللّه بن قيس. قلت: لبَّيك يارسول اللّه. قال: "ألا أدلُّك على كلمة من كنز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول اللّه، فداك أبي وأمي. قال: "لا حول ولا قوة إلَّا باللّه".

وقد رواه بقية الجماعة (٣) من طرق، عن عبد الرحمن بن ملٍّ، أبي عثمان النَّهديِّ، عن أبي موسى الأشعريِّ. والصواب أنه كان مرجعهم من خيبر، فإنَّ أبا موسى إنَّما قدم بعد فتح خيبر، كما تقدَّم.

قال ابن إسحاق (٤): وكان رسول اللّه ، فيما بلغني، قد أعطى ابن لَقِيم العَبْسيَّ حين افتتح خَيبر ما بها من دَجَاجَة أو دَاجِنٍ، وكان فتح خيبر في صفر، فقال ابن لَقِيم في فتح خيبر: [من الكامل]

رُمِيَتْ نَطاة من الرسول بفَيلقٍ … شهباءَ ذاتِ مناكبٍ وفَقارِ

واستَيْقَنَتْ بالذُّلِّ لمَّا شُيِّعَتْ … ورجالُ أَسْلَمَ وسطَها وغِفَارِ

صبحت بني عمرو بن زرعة غُدوةً … والشَّقُّ أظلم أهله بنهارِ

جرَّت بأَبْطَحِهَا الذُّيول فلم تَدَعْ … إلا الدَّجاج تصيحُ بالأسحارِ

ولكلِّ حصنٍ شاغلٌ من خيلهم … من عبد الأشْهلِ أو بني النَّجَّارِ

ومهاجرينَ قَدَ اعلموا سيماهُمُ … فوق المَغَافِرِ لم يَنُوا لفرارِ

ولقد علمتُ ليغلبنَّ محمد … وليثوبنَّ بها إلى أصفارِ

فَرَّت يهودٌ عند ذلك في الوغى … تحت العَجَاج غمائمَ الأبصارِ

* * *


(١) في "المصنف" رقم (٢٠٥٣٨).
(٢) في "صحيحه" رقم (٤٢٠٥).
(٣) رواه مسلم رقم (٢٧٠٤) وأبو داود رقم (١٥٢٦) إلى (١٥٢٨) والترمذي رقم (٣٤٦١) والنسائي في "السنن الكبرى" رقم (٧٦٧٩) إلى (٧٦٨١) و (٨٨٢٣) و (١٠٣٧١) و (١١٤٢٧) وابن ماجة رقم (٣٠٨٢).
(٤) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٤٠).