للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن وائل بن داود، سمعت البَهِيَّ (١) يُحَدِّث أن عائشة كانت تقول: ما بَعَثَ رسولُ الله زيدَ بن حارثة في سريةٍ إلَّا أمَّره عليهم، ولو بقي بعده لاستخلفه.

ورواه النسائيُّ (٢)، عن أحمد بن سليمان، عن محمد بن عبيد الطَّنافسيِّ، به، وهذا إسناد جيد قويٌّ على شرط الصحيح، وهو غريب جدًّا، والله أعلم.

وقال الإمام أحمد (٣): ثنا سليمان، ثنا إسماعيل، أخبرني ابن دينار، عن ابن عمر، ، أن رسول الله بعث بعثًا، وأمَّر عليهم أُسامةَ بن زيد، فطعن بعض الناس في إمرته، فقام رسول الله فقال: "إنْ تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحبِّ الناس إليَّ، وإن هذا لمن أَحبِّ الناس إليَّ بعده".

وأخرجاه في "الصحيحين" (٤) عن قُتيبة، عن إسماعيل - هو ابن جعفر بن أبي كثير المدنيُّ - عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر … فذكره.

ورواه البخاريُّ (٥) من حديث موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه.

ورواه البزّار من حديث عاصم بن عمر، عن عبيد الله بن عمر العُمَريِّ، عن نافع، عن ابن عمر، ثم استغربه من هذا الوجه.

وقال الحافظ أبو بكر البزَّار (٦): ثنا عمر بن إسماعيل [بن مجالد، حدثني أبي] عن مجالد، عن الشعبيِّ، عن مَسروق، عن عائشة قالت: لما أُصيب زيد بن حارثة، جيء بأُسامة بن زيد، فأُوقف بين يدي رسول الله ، فدمعت عينا رسول الله ، فأُخِّرَ، ثم عاد من الغد فوقف بين يديه فقال: "أُلاقي [مِنْكَ] اليوم ما لقيت منك أَمس" وهذا الحديث فيه غَرَابة، والله أعلم.

وقد تقدم في "الصحيحين" (٧) أنه لما ذكر مُصَابهم وهو فوق المنبر، جعل يقول: "أَخَذَ الراية زَيد فأُصيب، ثم أَخذها جعفر فأُصيب، ثم أخذها [عبد الله] بن رَوَاحَة [فأُصيب] ثم أخذها سيف من سيوف الله ففتح الله عليهم". قال: وإن عينيه لتَذْرِفَان. وقال: "وما يسرُّهم أنهم عندنا".


(١) وهو (عبد الله مولى مصعب بن الزبير). انظر "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال" للخزرجي (٣/ ٣٤٧).
(٢) رواه النسائي في "السنن الكبرى" رقم (٨١٨٢).
(٣) رواه أحمد في "المسند" (٢/ ١١٠).
(٤) رواه البخاري رقم (٦٦٢٧) ومسلم رقم (٢٤٢٦).
(٥) في "صحيحه" رقم (٤٤٦٨).
(٦) كما في "كشف الأستار عن زوائد البزَّار" رقم (٢٦٧٥) وفيه عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو متروك، كما قال الحافظ في "التقريب".
(٧) هو عند البخاري رقم (٤٢٦٢) وليس هو عند مسلم، كما أومأ إليه المصنف سابقًا.