للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى البخاريُّ (١): من حديث الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، حدَّثني عبدُ اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه : "الرؤيا الصَّالحةُ من اللَّه، والحُلمُ من الشيطان، فإذا حَلَمَ أحدُكم حُلُمًا يخافُه فليبصقْ عن يساره، وليتعوَّذ باللَّه من شرِّها فإنها لا تضرُّه".

وقال الإمام أحمد (٢): حدَّثنا عبد الرزاق، حدَّثنا مَعْمرٌ، عن همَّام، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه : "لا يُشيرنَّ أحدُكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري أحدُكم لعلَّ الشيطان أن ينزعَ في يده، فيقع في حفرةٍ من النَّار".

أخرجاه (٣) من حديث عبد الرزاق.

وقال اللَّه تعالى: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ﴾ [الملك: ٥] وقال: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (٦) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (٧) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (٨) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (٩) إِلَّا مَنْ خَطِفَ﴾ [الصافات: ٦ - ١٠] وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (١٧) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ﴾ [الحجر: ١٦ - ١٨] وقال تعالى: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (٢١٠) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (٢١١) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ﴾ [الشعراء: ٢١٠ - ٢١٢] وقال تعالى إخبارًا عن الجان: ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (٨) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا﴾ [الجن: ٨ - ٩].

وقال البخاري (٤): وقال الليث: حدَّثني خالدُ بن يزيد، عن سعيدِ بن أبي هلال: أنَّ أبا الأسود أخبرَه، عن عروةَ، عن عائشةَ، عن النبيِّ قال: "الملائكةُ تتحدَّثُ في العنَان -والعَنانُ: الغمام- بالأمر يكونُ في الأرضِ فتستمعُ الشياطينُ الكلمةَ، فتقرُّها في أذنِ الكاهن، كما تُقرُّ القارورة، فيزيدونَ معها مئة كذبةٍ". هكذا رواه في صفة إبليس معلَّقًا، عن الليث به. ورواه في صفة الملائكة (٥): عن سعيد بن أبي مريم، عن الليث، عن عُبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة، بنحوه. تفرَّد بهذين الطريقين دون مسلم.

وروى البخاري في موضع آخر، ومسلم من حديث الزهري، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، قال: قالت عائشة: سأل أناسٌ النبيَّ عن الكُهَّان، فقال: "إنهم ليسوا بشيء" فقالوا:


(١) في صحيحه (٣٢٩٢) في بدء الخلق، وأخرجه (٦٩٨٦) في التعبير من حديث عبد اللَّه بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه.
(٢) في المسند (٢/ ٢١٧).
(٣) أخرجه البخاري (٧٠٧٢) في الفتن، ومسلم (٢٦١٧) في البر والصلة.
(٤) في صحيحه (٣٢٨٨).
(٥) من صحيحه (٣٢١٠).