للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي كلِّ القبائل عدد وإسلام، وأوعب مع رسول الله المهاجرون والأنصار فلم يتخلف عنه منهم أحد. وروى البخاريُّ (١)، عن محمود، عن عبد الرَّزَّاق، عن معمر، عن الزهريِّ نحوه.

وقد روى البيهقي (٢) من حديث عاصم بن علي، عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهريِّ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أنَّ رسول الله غزا غزوة الفتح في رمضان. قال: وسمعت سعيد بن المسيَّب يقول مثل ذلك، لا أدري أخرج في ليال من شعبان فاستقبل رمضان، أو خرج في رمضان بعدما دخل؟ غير أن عبيد الله بن عبد الله أخبرني أن ابن عباس قال: صام رسول الله حتى بلغ الكدَيد - الماء الذي بين قُديد وعسفان - أفطر، فلم يزل يفطر حتى انصرم الشهر. ورواه البخاريُّ، عن عبد الله بن يوسف، عن الليث، غير أنَّه لم يذكر التَّرديد بين شعبان ورمضان.

وقال البخاريُّ (٣): ثنا عليُّ بنُ عبدِ الله، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس قال: سافر رسول الله في رمضان، فصام حتى بلغ عُسفان، ثم دعا بإناءٍ فشرب نهارًا ليراه الناس، فأفطر حتى قدم مكة. قال: وكان ابن عباس يقول: صام رسول الله في السَّفر وأفطر، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر.

وقال يونس، عن إبن إسحاق، عن الزهريِّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: مضى رسول الله لسفرة الفتح، واستعمل على المدينة أبا رُهم كلثوم بن الحصين الغفاريَّ، وخرج لعشر مضين من رمضان، فصام وصام الناس معه، حتى أتى الكَديد - ماءً بين عسفان وأمَج - فأفطر، ودخل مكة مفطرًا، فكان الناس يرون أن آخر الأمرين من رسول الله الفطر، وأنَّه نسخ ما كان قبله.

قال البيهقيُّ (٤): فقوله: خرج لعشر من رمضان. مدرج في الحديث، وكذلك ذكره عبد الله بن إدريس، عن ابن إسحاق. ثم روى من طريق يعقوب بن سفيان، عن حامد بن يحيى، عن صدقة، عن ابن إسحاق، أنَّه قال: خرج رسول الله لعشر مضين من رمضان سنة ثمان.

ثم روى البيهقئ (٥) من حديث أبي إسحاق الفزاريِّ، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهريِّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: كان الفتح لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان. قال البيهقيُّ: وهذا الإدراج وهم، إنما هو من كلام الزهريِّ.

ثم روى من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهريِّ قال: غزا رسول الله غزوة الفتح - فتح


(١) في "صحيحه" رقم (٤٢٧٦).
(٢) انظر "دلائل النبوة" (٥/ ٢١).
(٣) في "صحيحه" رقم (٤٢٧٥).
(٤) انظر "دلائل النبوة" (٥/ ٢٠).
(٥) انظر "دلائل النبوة" (٥/ ٢٣).