وعروةَ إنما أُهْدِي جوابًا … وقولًا غيرَ قولِكما يَسيرُ
بأنَّ محمدًا عبدٌ رسولٌ … لربٍّ لا يَضِلُّ ولا يَجورُ
وجَدْناه نبيًّا مثلَ موسى … فكلُّ فتىً يُخايرُه مَخيرُ
وبئس الأمرُ أمرُ بني قَسِيٍّ … بوَجٍّ إذ تُقُسِّمَت الأُمورُ
أضاعوا أمْرَهم ولكلِّ قومٍ … أميرٌ والدوائرُ قد تَدورُ
فجِئْنا أسْدَ غاباتٍ إليهم … جنودُ الله ضاحيةً تَسيرُ
نَؤُمُّ الجمعَ جمعَ بني قسيٍّ … على حَنَقٍ نَكادُ له نَطِيرُ
وأُقْسِمُ لو هُمُ مكَثوا لسِرْنا … إليهم بالجنودِ ولم يَغُوروا
فكنا أسْدَ لِيَّةَ ثَمَّ حتى … أبَحْناها وأسْلَمَت النُّصورُ
ويومٌ كان قبلُ لدَى حنينٍ … فأقْلَع والدماءُ به تَمورُ
مِن الأيامِ لم تَسْمَعْ كيومٍ … ولم يَسْمَعْ به قومٌ ذُكورُ
قتَلْنا في الغُبارِ بني حُطَيْطٍ … على راياتِها والخيلُ زُورُ
ولم يَكُ ذو الخِمارِ رئيسَ قومٍ … لهم عَقْلٌ يُعاقِبُ أو نَكِيرُ
أقام بهم على سَنَنِ المَنايا … وقد بانت لمُبْصِرِها الأمورُ
فأفْلَتَ مَن نجا منهم جَريْضًا … وقُتَلَ منهمُ بَشَرٌ كثيرُ
ولا يُغْني الأمورَ أخو التَّواني … ولا الغَلِقُ الصُّرَيِّرَةُ الحَصورُ
أحانهمُ وحان ومَلَّكوه … أمورَهمُ وأَفْلَتَتِ الصُّقورُ
بنو عوفٍ تَمِيحُ بهم جِيادٌ … أُهِينَ لها الفَصافِصُ والشَّعيرُ
فلولا قاربٌ وبنو أبيه … تُقُسِّمَت المَزارعُ والقُصورُ
ولكنّ الرِّياسةَ عُمِّموها … على يُمْنٍ أشار به المُشِيرُ
أطاعوا قارِبًا ولهم جُدُودٌ … وأحْلامٌ إلى عِزٍّ تَصيرُ
فإن يُهْدَوْا إلى الإسلامِ يُلْفَوا … أُنُوفَ الناسِ ما سمَر السَّمِيرُ
فإن لم يُسْلِموا فهُمُ أذانٌ … بحربِ الله ليس لهم نَصِيرُ
كما حَكَّتْ بنو سَعْدٍ وحربٍ … برَهْطِ بني غَزِيَّةَ عَنْقَفِيرُ
كأنَّ بني مُعاويةَ بنِ بكرٍ … إلى الإسلامِ ضَائِنةٌ تَخورُ
فقلْنا أسْلِموا إنا أخوكم … وقد برَأَت مِن الإحَنِ الصُّدورُ
كأن القومَ إذ جاؤوا إلينا … مِن البَغْضاءِ بعدَ السِّلْمِ عُورُ
* * *