للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: نزل رسول الله بالناس عام تبوك الحِجر عند بيوت ثمود، فاستقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود، فعجنوا ونصبوا الفدور باللحم، فأمرهم رسول الله فأهرقوا القدور، وعلفوا العجين الإبل، ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة، ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا فقال: "إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم، فلا تدخلوا عليهم". وهذا الحديث إسناده على شرط "الصحيحين" من هذا الوجه، ولم يخرجوه، وإنما أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ (١) من حديث أنس بن عياضٍ أبي ضَمْرَة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافعٍ، عن ابن عمر به. قال البخاريُّ: وتابعه أسامة، عن نافعٍ.

ورواه مسلمٌ (٢) من حديث شعيب بن إسحاق، عن عبيد الله، عن نافعٍ به.

وقال الإمام أحمد (٣): حدَّثنا عبد الرزاق، حدَّثنا معمرٌ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ، عن أبي الزبير، عن جابرٍ قال: لما مرًّ النبيُّ بالحجر قال: "لا تسألوا الآيات، فقد سألها قوم صالحٍ، فكانت ترد من هذا الفجِّ، وتصدر من هذا الفجِّ، فعتوا عن أمر ربهم فعقروها، وكانت تشرب ماءهم يومًا ويشربون لبنها يومًا، فعقروها، فأخذتهم صيحةٌ أهمد الله من تحت أديم السماء منهم، إلا رجلًا واحدًا كان فى حرم الله". قيل: من هو يا رسول الله؟ قال: "هو أبو رِغالٍ، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه". إسناده صحيحٌ، ولم يخرجوه.

وقال الإمام أحمد (٤): حدَّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا المسعوديُّ، عن إسماعيل بن أوسط عن محمد بن أبي كبشة الأنماريِّ، عن أبيه قال: لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحِجر يدخلون عليهم، فبلغ ذلك رسول الله ، فنودي في الناس: الصلاةَ جامعةً. قال: فأتيت رسول الله وهو ممسكٌ بعيره وهو يقول: "ما تدخلون على قومٍ غضب الله عليهم؟ " فناداه رجلٌ منهم: نعجب منهم [يا رسول الله]. قال: "أفلا أنبِّئكم بأعجب من ذلك؟ رجلٌ من أنفسكم ينبِّئكم بما كان قبلكم وما هو كائنٌ بعدكم، فاستقيموا وسدِّدوا، فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئًا، وسيأتي قومٌ لا يدفعون عن أنفسهم شيئًا". إسناده حسنٌ، ولم يخرجوه.

وقال يونس بن بكيرٍ (٥)، عن ابن إسحاق، حدَّثني عبد الله بن أبىِ بكر بن حزمٍ عن العباس بن سهل بن سعدٍ الساعديِّ -أو عن العباس، [عن سهل] بن سعدٍ، الشكُّ منِّي- أن رسول الله حين مرَّ


(١) رواه البخاري رقم (٣٣٧٩) ومسلم رقم (٢٩٨١).
(٢) رواه مسلم رقم (٢٩٨١).
(٣) رواه أحمد في "المسند" (٣/ ٢٩٦).
(٤) رواه أحمد في "المسند" (٤/ ٢٣١)، وإسناده ضعيف.
(٥) انظر "دلائل النبوة" (٥/ ٢٤٠).