للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال البخاريُّ (١): حدَّثنا خالد بن مخلدٍ، حدَّثنا سليمان، حدَّثني عمرو بن يحيى، عن العباس بن سهل بن سعدٍ، عن أبي حميدٍ قال: أقبلنا مع رسول الله من غزوة تبوك، حتى إذا أشرفنا على المدينة قال: "هذه طابة، وهذا أحدٌ؛ جبلٌ يحبُّنا ونحبُّه".

ورواه مسلمٌ (٢)، من حديث سليمان بن بلالٍ به نحوه.

وقال البخاريُّ (٣): حدَّثنا عبد الله بن محمدٍ، حدَّثنا سفيان، عن الزهريِّ، عن السائب بن يزيد قال: أذكر أنِّي خرجت مع الصبيان نتلقَّى رسول الله إلى ثنيَّة الوداع مقدمه من غزوة تبوك.

ورواه أبو داود والترمذيُّ (٤) من حديث سفيان بن عيينة به، وقال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ.

وقال البيهقيُّ (٥): أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو عمرو بن مطرٍ، سمعت أبا خليفة يقول: سمعت ابن عائشة يقول: لما قدم رسول الله المدينة (٦)، جعل النساء والصبيان والولائد يقلن: [من مجزوء الرمل]

طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا … مِنْ ثَنِيَّات الوَدَاعِ

وجَبَ الشُكْرُ عَلَيْنَا … مَا دَعَا للهِ داعِ

قال البيهقيُّ (٧): وهذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة من مكة، لا أنه لما قدم المدينة من ثنيَّات الوَدَاع عند مقدمه من تبوك، والله أعلم، فذكرناه ها هنا أيضًا.

قال البخاريُّ (٨)، :


(١) رواه البخاري رقم (٤٤٢٢).
(٢) رواه مسلم رقم (١٣٩٢).
(٣) رواه البخاري رقم (٤٤٢٧).
(٤) رواه أبو داود رقم (٢٧٧٩) والترمذي رقم (١٧١٨).
(٥) في "دلائل النبوة" (٥/ ٢٦٦) وهو ما ذهب إليه ابن القيم في "زاد المعاد" (٣/ ٤٨١ - ٤٨٢) وقال: "وبعض الرواة يهم في هذا ويقول: إنما كان ذلك عند مقدمه إلى المدينة من مكة، وهو وهم ظاهر، لأن ثنيات الوداع إنما هي من ناحية الشام، لا يراها القادم من مكَّة إلى المدينة، ولا يمرُّ بها إلا إذا توجه إلى الشام، فلما أشرف على المدينة قال: "هذه طابة، وهذا أحُد جبل يحبنا ونحبه". وانظر "المغانم المطابة في معالم طابة" للفيروز آبادي ص (٨٠ - ٨١) بتحقيق شيخنا العلَّامة حمد الجاسر .
(٦) يعني من غزوة تبوك.
(٧) انظر "دلائل النبوة" (٥/ ٢٦٦).
(٨) رواه البخاري رقم (٤٤١٨).