للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله : "لكم أن لا تُحشروا ولا تُعشَروا، ولا يُستعمل عليكم غيركم، ولا خير في دينٍ لا ركوع فيه". وقال عثمان بن أبي العاص: يا رسول الله، علِّمني القرآن واجعلني إمام قومي.

وقد رواه أبو داود (١) من حديث أبي داود الطَّيالسيِّ، عن حماد بن سلمة، عن حميدٍ به.

وقال أبو داود (٢): حدَّثنا الحسن بن الصَّبَّاح، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبِّهٍ، [عن أبيه]، عن وهبٍ قال: سألت جابرًا عن شأن ثقيفٍ إذ بايعت، قال: اشترطت على رسول الله أن لا صدقة عليها ولا جهاد، وأنه سمع رسول الله يقول بعد ذلك: "سيتصدَّقون ويجاهدون إذا أسلموا".

قال ابن إسحاق (٣): فلما أسلموا وكتب لهم كتابهم أمَّر عليهم عثمان بن أبي العاص -وكان أحدثهم سنًا- لأن الصِّدِّيق قال: يا رسول الله، إني رأيت هذا الغلام من أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلُّم القرآن.

وذكر موسى بن عقبة أن وفدهم كانوا إذا أتوا رسول الله خلَّفوا عثمان بن أبي العاص في رحالهم، فإذا رجعوا وسط النهار جاء هو إلى رسول الله فسأله عن العلم فاستقرأه القرآن، فإن وجده نائمًا ذهب إلى أبي بكرٍ الصديق، فلم يزل دأبُه حتى فقه في الإسلام، وأحبَّه رسول الله حبًّا شديدًا.

قال ابن إسحاق (٤): حدثني سعيد بن أبي هند، عن مطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن عثمان بن أبي العاص قال: كان من آخر ما عهد إليَّ رسول الله حين بعثني إلى ثقيفٍ أن قال: "يا عثمان، تجوَّز في الصلاة، واقدر الناس بأضعفهم، فإن فيهم الكبير والصغير والضعيف وذا الحاجة".

وقال الإمام أحمد (٥): حدثنا عَفَّان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا سعيدٌ الجريريُّ، عن أبي العلاء، عن مطرِّفٍ، عن عثمان بن أبي العاص قال: قلت: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي. قال: "أنت إمامهم، فاقتد بأضعفهم، واتَّخذ مؤذِّنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا".

رواه أبو داود والترمذي (٦) من حديث حمَّاد بن سلمة به.


(١) رواه أبو داود رقم (٣٠٢٦)، وفيه عنعنة الحسن البصري.
(٢) رواه أبو داود رقم (٣٠٢٥)، وإسناده حسن.
(٣) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٥٤٠).
(٤) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٥٤١).
(٥) رواه أحمد في "المسند" (٤/ ٢١)، وإسناده حسن.
(٦) رواه أبو داود رقم (٥٣١) وليس الحديث عند الترمذي، ورواه أيضًا النسائي في "المجتبى" رقم (٦٧٢)، وإسناده حسن.