للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"لعل وراءك أحدًا (١) يثرِّبُ عليك؟ " فقال شُرحبيل: سل صاحبىّ: [فسألهما] (٢). فقالا: ما يرد الوادي رلا يَصْدُرُ إلا عن رأي شُرَحْبيل (٣). فرجع رسول الله فلم يُلاعِنهُمْ، حتى إذا كان الغدُ أتوه، فكتب لهم هذا الكتاب (٤)؛ بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما كتب محمد النبي (٥) رسول الله لنجران، أن (٦) كان عليهم حُكمُه في كل صفراء وبيضاء ورقيق، فَأفْضَل عليهم وترك ذلك كله (٧) على ألفَيْ حُلَّةٍ (٨)، في كلّ رجبٍ ألف حُلّةٍ، وفي كُلِّ صَفَرٍ ألفُ حُلةٍ" وذكر تمام الشروط (٩). إلى أن [قال] (١٠) شهد أبو سفيان بن حرب، وغَيْلان بن عمرو، ومالك بن عوف من بني نصر، والأقرع بن حابس الحنظلي، والمغيرة [بن شعبة] (١٠) وكتب (١١).

حتى إذا قبضوا كتابهم انصرفوا إلى نجران، [فتلقاهم الأُسْقُفُّ ووجوه نجران على مسيرة ليلة من نجران] (١٠)، ومع الأسقُفِّ أخٌ له من أمه، وهو ابنُ عمّه من النسب، يقال له بشر بن معاوية، وكنيتُه أبو عَلْقَمة، فدفع الوفد كتاب رسول الله إلى الأُسقُفِّ، فبينما هو يقرؤه، وأبو علقمة معه وهما يسيران، إذ كَبَتْ ببشر ناقته فتَعَّس بشر، غيرأنه لا يُكنِّى عن رسول الله ، فقال له الأُسْقُفُّ عند ذلك:


(١) في ط: (أحد) خطأ.
(٢) زيادة عن دلائل النبوة.
(٣) بعدها في دلائل النبوة: "فقال رسول الله : كافر، أو قال جاحد موفق، فرجع .. ".
(٤) وانظر مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة رقم (٩٤) ص (١١١ - ١١٢).
(٥) في ط "النبي الأمي".
(٦) في البيهقي (٥/ ٣٨٩) ومجموعة الوثائق: "إذ كان عليهم حكمه في كل ثمرة وكل صفراء وبيضاء وسوداء ورقيق وأفضل عليهم.".
(٧) في مجموعة الوثائق: "كله لهم .. ".
(٨) في دلائل النبوة، ومجموعة الوثائق: "على ألفي حلة من حلل الأواقي".
(٩) بقية الشروط في دلائل النبوة ومجموعة الوثائق هي: " … ومع كل حلة أوقية من الفضة فما زادت على الخراج أو نقصت عن الأواقي فبالحساب، وما قضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عروض أخذ منهم بالحساب، وعلى نجران مؤنة رسلي ومتعتهم ما بين عشرين يومًا فدُونه، ولا تحبس رسلي فوق شهر، وعليهم عارية ثلاثين درعًا وثلاثين فرسًا وثلاثين بعيرًا إذا كان كيد باليمن ومعرّة، وما هلك مما أعاروا من دروع أو خيل أو ركاب فهو ضمان على رسلي حتى يؤدوه إليهم، ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبيّ على أنفسهم وملتهم وأرضيهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وأن لا يغيّروا مما كانوا عليه ولا يغير حق من حقوقهم ولا ملتهم ولا يغيروا أسقف عن أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا واقهًا من وقيهاه وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير وليس عليهم دنيّة ولا دم جاهلية، ولا يحشرون ولا يعشرون، ولا يطأ أرضهم جيش، ومن سأل منهم حقًا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين بنجران، ومن أكل ربا من ذي قبل فذمتي منه بريئة، ولا يؤخذ منهم رجل بظلم آخر. وعلى ما في هذه الصحيفة جواب الله ﷿، وذمة محمد رسول الله أبدًا حتى يأتي الله بأمره، وما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم".
(١٠) زيادة عن دلائل النبوة.
(١١) في مجموعة الوثائق: "وكتب لهم هذا الكتاب عبد الله بن أبي بكر." وانظر تاريخ اليعقوبي (٢/ ٩٠) وما بعد.