للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزاد فقال: لبيك اللَّهُمّ، لَبَّيْك (١). وفي رواية لهما (٢) من طريق مالكٍ، عن موسى بن عُقْبة، عن سالم قال: قال عبد الله بن عمر: بَيْداؤُكُم هذه التي تَكْذِبون فيها على رسول الله ، ما (٣) أهَلَّ رسول الله إلَّا من عند المسجد.

وقد روي عن ابن عمر خلافُ هذا، كما سيأتي في الشق الآخر، وهو ما أخرجاه في "الصحيحين" (٤) من طريق مالك، عن سعيد المَقْبري، عن عُبيد بن جُريج، عن ابن عمر، فذكر حديثًا فيه أن عبد الله قال: وأما الإهلال فإني لمْ أرَ رسولَ الله يُهِل حتى تنبعثَ به راحلتُه.

وقال الإمام أحمد (٥): حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدَّثني خُصَيف بن عبد الرحمن الجَزَري، عن سعيد بن جُبَير قال: قلت لعبد الله بن عَبّاس: يا أبا العباس، عجبًا لاختلافِ أصحابِ رسول الله في إهلالِ رسولِ الله حينَ أوجبَ! فقال: إني لأعلمُ النّاسِ بذلك، إنما كانت من رسول الله حجةٌ واحدةٌ، فمن هناك اختلفوا، خرج رسول الله حاجًّا، فلما صلى في مسجده بذي الحُلَيْفة رَكْعَتَيْهِ أوجبَ في مجلسه، فأهلَّ بالحجّ حينَ فرغَ من رَكْعَتَيْه، فسمعَ ذلك منه قوم فحفظوا عنه، ثم ركب، فلما استقلت (٦) به ناقته أهل، وأدركَ ذلك منه أقوامٌ، وذلك أن النّاس إنّما كانوا يأتون أرْسالًا، فسمعوه حين استقلَّت به ناقتُه يُهِلُّ، فقالوا: إنما أهل رسول الله حين استقلَّت به ناقتُه، ثم مضى رسول الله ، فلما علا شَرَفَ البَيْدَاء أهلَّ، وأدركَ ذلك منه أقوامٌ، فقالوا: إنما أهلَّ رسولُ الله حين علا شَرَفَ البَيْداء، وايمُ اللهِ لقد أوْجَبَ في مُصلاه، وأهلَّ حينَ استقلَّتْ به ناقته، وأهلَّ حين علا شَرَفَ البَيْداء. فمَنْ أخذَ بقولِ عبد الله بن عباس أهلَّ في مُصَلّاه إذا فرغ من رَكْعَتَيْهِ.

وقد رواه الترمذي والنسائي (٧) جميعًا، عن قتيبة، عن عبد السلام بن حرب، عن خُصَيف به نحوه. وقال التّرمذي: حَسَنٌ غَريبٌ، لا نعرفُ أحدًا رواه غير عبد السلام، كذا قال. وقد تقدّم رواية الإمام أحمد له من طريق محمد بن إسحاق عنه، وكذلك رواه الحافظ البيهقي (٨)، عن الحاكم، عن القَطيعيّ، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، ثم قال: خُصَيف الجَزَري غير قوي. وقد رواه الواقدي


(١) ليس (اللهم لبيك) في ط.
(٢) رواه البخاري رقم (١٥٤١) ومسلم (١١٨٦).
(٣) ليس اللفظ في ط.
(٤) رواه البخاري رقم (١٦٦) ومسلم (١١٨٧).
(٥) مسند الإمام أحمد (١/ ٢٦٠)، وإسناده ضعيف.
(٦) ط: (انتقلت). وفي المسند: (استقبلت).
(٧) جامع الترمذي رقم (٨١٩) في الحج باب ما جاء متى أحرم النبي . وسنن النسائي (٥/ ١٦٢) في الحج باب العمل في الإهلال، وإسناده ضعيف.
(٨) سنن البيهقي (٥/ ٣٧).