للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدّثنا محمد بن أبي بكر المَقدّمي قال (١): ثنا فُضَيْل بن سُليمان، قال (١): ثنا موسى بن عقبة، قال:

رأيت سالم بن عبد الله يَتَحَرَّى أماكنَ من الطريق، فيصلِّي فيها، ويحدِّثُ أن أباه كان يُصلّي فيها، وأنَّه رأى النبيَّ يصلّي في تلك الأمكنة.

وحدّثني نافع عن ابن عمر : أنه كان يُصلِّي في تلك الأمكنة. وسألتُ سالمًا فلا أعلمه إلا وافقَ نافعًا في الأمكنة كلِّها، إلا أنَّهما اختلفا في مسجدٍ بشرف الرَّوْحاء (٢).

قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا أنس بن عياض، قال (١): ثنا موسى بن عقبة، عن نافع: أنَّ عبد الله أخبره: أنَّ رسول الله كان ينزلُ بذي الحُلَيْفةِ حين يعتمر، وفي حجته حين حجَّ، تحتَ سَمُرَة (٣) في موضع المسجد الذي بذي الحُلَيْفة. وكان إذا رجع من غزوٍ (٤) كان في تلك الطريق أو حج (٥) أو عمرة هبطَ من (٦) بطنٍ واد، فإذا ظهرَ من بطن وادٍ أناخَ بالبطحاء التي على شَفير الوادي الشرقية، فعرَّس ثَمَّ حتى يصبح ليس عند المسجد الذي بحجارة، ولا على الأكمة التي عليها المسجد، كان ثَمَّ خليجٌ يُصلِّي عبد الله عنده في بطنه كُثُبٌ كان رسول الله ثمَّ يُصَلِّي، فدحا (٧) السيلُ فيه بالبطحاء حتى دَفنَ ذلك المكانَ الذي كانَ عبدُ الله يصلِّي فيه.

وأنّ عبد الله بن عمر حَدَّثه أنَّ النبيَّ صلَّى حيث المسجدُ الصغيرُ الذي (٨) دون المسجد الذي بشَرَفِ الرَّوْحاء، وقد كان عبدُ الله يُعْلِمُ المكانَ الذي كان صلَّى فيه النبي يقول: ثَمَّ عن يمينك حين تقوم في المسجد تُصلّي، وذلك المسجد على حافَة الطريق اليمنى، وأنت ذاهبٌ إلى مكة بينه وبين المسجد الأكبر رميةٌ بحجر أو نحو ذلك.

وأن ابنَ عمر كان يُصلِّي إلى العِرْق الذي عند مُنْصَرف الرَّوْحاءِ، وذلك العِرْقُ انتهاءُ طَرَفه (٩) على حافَةِ الطريق دون المسجد الذي بينه وبين المُنْصَرَف وأنت ذاهبٌ إلى مكة، وقد ابتُنِيَ ثَمَّ مسجدٌ، فلم


(١) ليست (قال) في أ.
(٢) رواه البخاري (١/ ١٨٣) (٤٧٠).
(٣) أ: (العمرة). والسَّمُرَة هي الشجرة (كما في النهاية: سمر).
(٤) أ: (غزوة).
(٥) ط: (أو في حج أو عمرة).
(٦) ط: (أو في حج).
(٧) قال ابن الأثير: (ومنه حديث ابن عمر: "فدحا السيلُ فيه بالبطحاء" أي رمى وألقى. (النهاية: دحا).
(٨) ليس لفظ (الذي) في أ.
(٩) أ: (طرقه).