للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه مسلم (١) من حديث مالك أيضًا. وأخرجاه من طرق أخر عن أبي النضر به (٢).

قلتُ: أمُّ الفضل هي أختُ ميمونةَ بنتِ الحارثِ أمِّ المؤمنين، وقصَّتُهُما واحدةٌ. واللَّه أعلم. وصح إسناد الإرسال إليهما لأنه من عندهما (٣)، اللَّهمَّ إلا أن يكونَ بعدَ ذلك، أو تَعَدَّدَ الإرْسالُ من هذه ومن هذه، واللَّه أعلم.

وقال الإمام أحمد (٤): ثنا إسماعيل، ثنا أيوب، قال: لا أدري أَسَمِعْتُهُ من سعيدِ بن جُبَيْر أم نُبِّئتُه (٥) عنه. قال: أتيتُ على ابن عباس، بعرفة (٦)، وهو يأكل رُمّانًا. وقال: أفطر رسول اللَّه بعرفة، وبعثَتْ إليه أمُّ الفضل بلبنٍ فشربه.

وقال أحمد (٧): ثنا وكيع، ثنا ابن أبي ذِئْب، عن صالح مولى التَّوْأمة، عن ابن عباس: أنَّهم تمارَوْا في صَوْمِ النبيّ يومَ عرفةَ. فأرسلَتْ أمُّ فضلٍ إلى رسول اللَّه بلبنٍ فشربه.

وقال الإمام أحمد (٨): ثنا عبد الرزاق وابن بكر (٩) قالا: أنبأنا ابن جُرَيْج قال: قال عطاء: دعا عبدُ اللَّه بن عَبّاسٍ الفضلَ بن عبّاس إلى الطعام يومَ عرفةَ فقال: إنِّي صائمٌ. فقال عبد اللَّه: لا تَصُمْ، فإنَّ رسولَ اللَّه قُرِّبَ إليه حِلابٌ (١٠) فيه لبنٌ يومَ عرفةَ فشربَ منه، فلا تَصُمْ، فإنَّ النّاسَ مُسْتَنُّون بكم.

وقال ابن بَكْرٍ وروح (١١): إنّ الناس يستنون (١٢) بكم.

وقال البخاري (١٣): حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: بينا رجلٌ واقفٌ مع النبي بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصته -أو قال


(١) مسلم (١١٢٣) (١١٠).
(٢) البخاري رقم (١٦٥٨) ومسلم (١١٢٣) (١١١).
(٣) ط: (إليه لأنه من عندها).
(٤) المسند (١/ ٣٥٩) (٣٣٧٦)، وهو حديث صحيح.
(٥) أ: (بنيه) تحريف، وانظر تقريب التهذيب ٥٥٩.
(٦) ط: (وهو بعرفة).
(٧) مسند الإمام أحمد (١/ ٣٤٤) (٣٢١٠)، وإسناده حسن.
(٨) مسند الإمام أحمد (١/ ٣٦٧) (٣٤٧٦)، وهو حديث حسن بطرقه.
(٩) أ: (ابن بكير) وط: (وأبو بكر) وفي كليهما تحريف. وابن بكر هو محمد بن بكر بن عثمان البرساني، أبو عثمان الأزدي البصري انظر سير أعلام النبلاء (٩/ ٤٢١)، وتهذيب الكمال (٢٤/ ٥٣٠).
(١٠) الإناء الذي يحلب فيه اللبن (النهاية: حلب).
(١١) هو روح بن عبادة، أبو محمد البصري الثقة الذي روى له الستة، وهو شيخ أحمد.
(١٢) أ: (مستنون) في المرتين.
(١٣) البخاري (١٨٥٠).