للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيضًا. ورواه مسلم (١) من حديث إبراهيم بن عقبة ومحمد بن عقبة، عن كُرَيْب كنحو رواية أخيهما موسى بن عقبة عنه.

وقال البخاري (٢) أيضًا: ثنا قتيبة، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حَرْمَلة، عن كُرَيْب، عن أسامة بن زيد، أنه قال: ردفتُ رسولَ اللَّه ، فلما بلغَ رسولُ اللَّه الشِّعبَ الأيسرَ الذي دونَ المزدلفة أناخَ فبالَ، ثم جاء فصببتُ عليه الوضوءَ، فتوضَّأ وضوءًا خفيفًا. فقلت: الصلاةَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: الصلاةُ أمامَكَ، فركبَ رسول اللَّه حتَّى أتى المُزْدلفة، فصلَّى ثم ردفَ الفَضْلُ رسولَ اللَّه غداةَ جَمْعٍ. قال كُرَيْب (٣): فأخبرني عبد اللَّه بن عباس، عن الفضل:

أن رسول اللَّه لم يزل يُلَبِّي حتى بلغ الجمرة. ورواه مسلم (٤)، عن قتيبة، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وعلي بن حُجْر، أربعتهم عن إسماعيل بن جعفر به.

وقال الإمام أحمد (٥): ثنا وكيع، ثنا عمر بن ذز، عن مجاهدٍ، عن أسامة بن زيد، أن رسولَ اللَّه أرْدَفَه من عرفة، قال: فقال الناس: سَيخبرُنا صاحبُنا ما صنَع. قال: فقال أسامة: لمّا دفع من عرفة فوقف، كفَّ رأسَ راحلتِه حتى أصاب رأسُها واسطةَ الرَّحْلِ أو كاد يُصيبُه، يُشير إلى الناس بيده: السكينةَ السكينةَ، السَّكينة (٦)!! حتى أتى جَمْعًا، ثم أردفَ الفضلَ بن عبّاس قال: فقال الناس: سيُخْبرُنا صاحبُنا بما صنَعَ رسولُ اللَّه. فقال الفضل: لم يزلْ يسيرُ سيرًا ليِّنا كَسيره بالأمس، حتى أتى على وادي مُحسِّير فدَفَعَ فيه حتى استوت به الأرض.

وقال البخاريُّ (٧): ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا إبراهيم بن سُوَيْد، حدّثني عمرو بن أبي عمرو مولى المُطلب، أخبرني سعيد بن جبير مولى والِبَةَ الكوفي، حدّثني ابن عباس، أنه دفع [مع] النبي يومَ عرفة، فسمع النبيّ وراءَهُ زَجْرًا شديدًا وضَرْبًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: أيها الناس عليكم بالسَّكينة! فإن البرّ ليس بالايضاع. تفرَّد به البخاري من هذا الوجه.

وقد تقدم رواية الإمام أحمد ومسلم والنسائي هذا من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس عن أسامة بن زيد، فاللَّه أعلم.


(١) رقم (٢٢٨٠) (٢٧٩) و (٢٨٠).
(٢) البخاري رقم (١٦٦٩).
(٣) البخاري رقم (١٦٧٠).
(٤) مسلم (١٢٨٠ - ١٢٨١).
(٥) مسند الإمام أحمد (٥/ ٢٠٨) (٢١٨٦١)، وإسناده صحيح.
(٦) ليس اللفظ في ط.
(٧) البخاري رقم (١٦٧١): والزيادة عنه.