للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَيْمون يقول: شَهِدْتُ عمرَ صلَّى بجَمْعٍ الصُّبْحَ، ثم وَقَفَ فقال: إن المُشْركين كانوا لا يُفيضون حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ويقولون: أشْرِقْ ثَبيرُ، وإن رسولَ اللَّه أفاضَ قبلَ أن تَطْلُعَ الشّمْس.

وقال البخاري (١): ثنا عبد اللَّه بن رَجاءٍ، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد: خَرَجْتُ مع عبدِ اللَّه إلى مكةَ، ثم قدمنا جَمْعًا. فَصَلَّى الصَّلاتين (٢)، كلّ صلاة وَحْدَها (٣) بأذانٍ وإقامةٍ، والعشاء بينهما، ثم صَلَّى الفَجْرَ حينَ طلَع الفَجْرُ. قائلٌ يقولُ: طلَعَ الفَجْرُ. وقائلٌ يقولُ: لَمْ يَطْلُعِ الفَجْرُ. ثم قال: إنَّ رسولَ اللَّه قال: إنّ هاتَيْن الصَّلاتين حُوِّلَتا عن وَقْتِهما في هذا المكان، المَغْرب [والعشاء]، فلا يَقْدَمُ الناسُ جَمْعًا حتى يُعْتِموا (٤)، وصلاة الفجرِ هذه الساعة. ثم وقفَ حتى أسفَرَ، ثم قال: لو أنَّ أميرَ المؤمنين أفاضَ الآن أصاب السنة. فلا أدري أقولُه كان أسرعَ أو دفعُ عثمانَ ، فلم يزل يُلَبِّي حتى رمى جَمْرَة العقبةِ يوم النحر.

وقال الحافظ (٥) البيهقي (٦): أنبأنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أنبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا عبد الرحمن بن (٧) المبارك الْعَيْشيّ (٨) ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن ابن جُرَيْج، عن محمد بن قيس بن مَخْرَمة، عن المِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ، قال: خطَبَنَا رسولُ اللَّه بعرفة، فحمدَ اللَّهَ وأثْنَى عليه، ثم قال: "أما بعد، فانَّ أهْلَ الشِّرْكِ والأوثانِ كانوا يَدْفَعون من هاهنا عندَ غروب الشمس، حتى تكون الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائِمِ الرِّجال على رؤوسها، هَدْيُنا مُخالفٌ (هَدْيَهُمْ، وكانوا يدفعون من المَشْعَرِ الحرام عند طلوع الشمس على رؤوس الجبال مثلَ عمائم الرجال على رؤوسها، هديُنا مخالف) (٩) لهديهم.

قال: ورواه عبد اللَّه بن إدريس، عن ابن جُرَيْجٍ، عن محمد بن قَيْس بن مَخْرَمَةَ مرسلًا.

وقال الإمام أحمد (١٠): ثنا أبو خالد سليمانُ بنُ حَيّان [قال] سمعت الأعمش، عن الحكم، عن


(١) البخاري (١٦٨٣) والزيا دة منه.
(٢) أ، ط: (صلاتين).
(٣) أ: (وحده).
(٤) ط: (حتى يقيموا).
(٥) ليس اللفظ في أ.
(٦) السنن الكبرى للبيهقي (٥/ ١٢٥) (٩٣٠٤).
(٧) ليس اللفظ في ط.
(٨) ط: (العبسي) والحفظ حروفه مهملة في أ وانظر تهذيب الكمال (١٧/ ٣٨٢).
(٩) ليس ما بين القوسين في ط. واستدركته عن النسخة "أ".
(١٠) مسند الإمام أحمد (١/ ٢٣١) (٢٠٥١) والزيادة منه، وإسناده ضعيف، فإن الحكم لم يسمع هذا الحديث من مقسم. قال الترمذي رقم (٨٩٥): وفي الباب عن عمر ولذلك قال عنه: هذا حديث حسن صحيح.