للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عُبَيْد اللَّه بن أبي رافع، عن عليّ: أنَّ رسول اللَّه أفاضَ من جَمْع، حتى أتى مُحَسِّرًا فَفَزَّع (١) ناقتَهُ حتى جاوزَ الوادي فوقف، ثم أردف الفضلَ، ثم أتى الجَمْرَةَ فرماها. هكذا رواه مختصرًا.

وقد قال الإمام أحمد (٢): ثنا أبو أحمد (٣) محمد بن عبد اللَّه الزبيري، ثنا سفيان عن (٤) عبد الرحمن بن الحارث بن عَيّاش بن أبي ربيعة، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن عُبَيْد اللَّه بنِ أبي رافع، عن علي ، قال: وقف رسول اللَّه بعرفة، فقال (٥): هذا الموقف، وعَرَفةُ كلُّها مَوْففٌ. وأفاضَ حينَ غابتِ الشمسُ، وأردفَ أسامةَ، فجعل يُعْنِق (٦) على بعيره. والنّاسُ يضربون يمينًا وشمالًا لا يلتفتُ (٧) إليهم، ويقول: السَّكينةَ أيها الناس. ثم أتى جَمْعًا فصلَّى بهم الصلاتين المغرب والعشاء. ثم بات حتَّى أصبح، ثم أتى قُزَح، فوقف على قُزَح، فقال: هذا الموقف، وجَمْعٌ كلُّها موقفٌ. ثم سار حتَّى أتى مُحَسِّرًا، فوقفَ عليه، فقرع دابته، فخبَّت حتى جاز الواديَ ثم حبسها، ثم أرْدَفَ الفضل، وسار حتى أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المَنْحَرَ. فقال هذا المَنْحَرُ، ومِنًى كلُّها مَنْحَرٌ. قال: واسْتَفْتَتْهُ جاريةٌ شابَّةٌ من خثعمٍ، فقالت: إنّ أبي شَيْخٌ كَبيرٌ قد أفْنَد، وقد أدْرَكَتْهُ فَريضَةُ اللَّهِ في الحجِّ، فهل يُجْزئُ عنه أن أُؤَدِّيَ عنه؟ قال: نعم! فأدِّي عن أبيكِ. قال ولَوى عنقَ الفضلِ، فقال له العباسُ: يا رسولَ اللَّهِ ، لم لَوَيْتَ عنقَ ابنِ عمِّك؟ قال: رأيتُ شابًا وشابةً فلم آمَنِ الشَّيْطانَ عليهما. قال: ثم جاءه رجل، فقال: يا رسولَ اللَّهِ، حَلَقْتُ قبل أن أنْحَرَ. قال: انْحَر ولا حَرَجَ. ثم أتاه آخر، فقال: يا رسولَ اللَّه إني أفَضْتُ قبلَ أنْ أحْلِقَ. قال احْلِقْ أو قَصِّرْ ولا حَرَجَ. ثم أتى البيتَ فطافَ، ثم أتى زَمْزَمَ، فقال: يا بني عبد المطلب سِقايَتكم، ولولا أن يَغْلِبكم (٨) الناسُ عليها لنزعت بها (٩). وقد رواه أبو داود (١٠)، عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن آدم، عن سُفْيان الثوري، ورواه الترمذي (١١)، عن


(١) ط: (فقرع).
(٢) مسند الإمام أحمد (١/ ٧٥) (٥٦٢)، وإسناده حسن.
(٣) بعدها في أ: (عن) خطأ. وانظر سير أعلام النبلاء (٩/ ٥٢٩).
(٤) ط: (سفيان بن عبد الرحمن) خطأ.
(٥) بعدها في أ، ط: (إنّ) وما أثبته عن المسند.
(٦) أ: (يعبر).
(٧) في المسند: يلتفت.
(٨) أ: (تغلبكم).
(٩) ط: (معكم).
(١٠) أبو داود (١٩٢٢).
(١١) الترمذي (٣/ ٢٣٢) (٨٨٥).