للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلاها الصّدِّيق يومَ وفاة رسول اللَّه ، فلما سمعها الناسُ كأنَّهم لم يسمعوها قبل ذلك (١).

وقال تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر] قال (٢) عمر بن الخطاب وابن عباس هو أجلُ رسول اللَّه نُعِي إليه. وقال ابن عمر (٢): نزلَتْ أوسطَ أيامِ التَّشْريق في حجَّة الوداع، فعرف رسول اللَّه أنه الوداع، فخطبَ الناسَ خطبةً أمرهم فيها ونهاهم. . . الخُطْبة المَشْهورة كما تقدم.

وقال جابر (٢): رأيتُ رسولَ اللَّه يَرْمي الجِمارَ. فوقفَ، وقال: "لتَأْخُذوا عنّي مناسِكَكُم فَلَعَلِّي لا أحُجُّ بعد عامي هذا".

قال لابنته فاطمة، كما سيأتي: "إنَّ جبريلَ كانَ يُعارضُني بالقرآنِ في كلِّ سَنَةَ مرةً وإنه عارَضَني به العامَ مَرَّتين، وما أرى ذلك إِلَّا لاقتراب (٣) أجلي".

وفي صحيح البخاري (٤) من حديث أبي بكر بن عَيَّاش، عن أبي حَصِين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال: كان رسول اللَّه يَعْتكفُ في كلِّ شَهْرِ رمضان عَشَرَةَ أيامٍ، فلمّا كانَ من العامِ الذي تُوفِّي فيه اعتكفَ عشرين يومًا، وكان يَعْرِضُ عليه القرآن في كل رمضان، فلمّا كانَ العامُ الذي تُوفّي فيه عرضَ عليه القرآن مرَّتين.

وقال محمد بن إسحاق (٥): رجع رسولُ اللَّه من حجّةِ الوداعِ في ذي الحجة، فأقام بالمدينة بقيته والمُحَرَّم وصفرًا، وبعثَ أُسامةَ بن زيدٍ، فبينا الناسُ على ذلك ابتُدِئ رسول اللَّه بشَكْواه الذي قَبَضَهُ اللَّه فيه إلى ما أراده اللَّه من رَحْمَتِه وكرامته، في ليالٍ بقينَ من صَفَرٍ أو في أَوَّل شَهْرِ ربيعٍ الأولِ، فكان أولَ ما ابتُدئ به رسولُ اللَّه من ذلك، فيما ذكر لي، أنَّه خرجَ إلى بقيع الغَرْقَدِ من جَوْفِ اللَّيْلِ، فاستَغْفَرَ لهم، ثم رجعَ إلى أهله، فلما أصبح ابتُدِئَ بوَجَعِهِ من يومه ذلك.

قال ابن إسحاق (٦): وحدّثني عبدُ اللَّه بن عمر (٧) عن عُبَيْد بن جُبَيْر (٨) مولى الحكم عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن أبي مُوَيْهبة مولى رسول اللَّه ، قال: بعثني رسولُ اللَّه من جَوْفِ اللَّيْلِ


(١) ليس اللفظ في ط.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) ط: (اقتراب).
(٤) البخاري (٤٩٩٨).
(٥) سيرة ابن هشام (٢/ ٦٤٢).
(٦) سيرة ابن هشام (٢/ ٦٤٢).
(٧) أ، ط: (جعفر).
(٨) ط: (جبر) تحريف. انظر الإصابة (٤/ ١٨٨).