للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجلٌ رَقيقٌ، متى يَقُمْ مَقامَكَ لا يَسْتَطيع أنْ (١) يُصلِّي بالناسِ. قال: فقال: مُروا أبا بكر فلْيُصَلِّ بالناسِ فإنكن صَواحِبُ يوسف. قال: فَصَلَّى أبو بكرٍ حياةَ رسولِ اللَّه .

وقال الإمام أحمد (٢): ثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدَّثنا زائدة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عُبَيْد اللَّه بن عبد اللَّه، قال: دَخَلْتُ على عائشةَ، فقلتُ: ألا تُحَدِّثيني عن مرض رسولِ اللَّه ؟ فقالت: بلى ثَقُلَ رسول (٣) اللَّه فقال: أصَلَّى الناسُ؟ فقلنا (٤) لا، هم يَنْتَظرونَك يا رسول اللَّه. فقال؛ ضعوا لي (٥) ماءً في المِخْضب (٦)، ففعلنا، قالت: فاغتسل، ثم ذهب لينوء (٧) فأُغْميَ عليه، ثم أفاق فقال: أَصلَّى النّاسُ؟ قلنا: لا، هم يَنْتَظِرونَكَ يا رسولَ اللَّهِ. قال: ضعوا (٨) لي ماءً في المِخْضَبِ، ففعلنا، فاغْتَسَلَ، ثم ذهبَ لينوء، فأُغْمِيَ عليه، ثم أفاق، فقال: أَصلَّى الناس؟ قلنا: لا، هم يَنْتَظِرونكَ يا رسول اللَّه (٩) قالت: والناسُ عُكوفٌ في المسجد يَنْتظرون رسولَ اللَّه لصلاةِ العشاء، فأرسلَ رسولُ اللَّه إلى أبي بكر بأنْ يُصلِّي بالناس، وكان أبو بكرٍ رجلًا رَقيقًا، فقال: يا عُمَرُ صَلِّ بالناس. فقال: أنتَ أحقُّ بذلك فَصَلَّى بهم تلك الأيام. ثم إنّ رسولَ اللَّه وجد خِفَّة فخرج بين رجُلَين، أحدُهُما العباسُ لصلاةِ الظُّهْر، فلما رآه أبو بكرٍ ذهبَ ليتأخَّر، فأومأ إليه أن لا يتأخَّر، وأمرهما فأجلساه إلى جنبه، فجعلَ أبو بكر يُصلِّي قائمًا، ورسولُ اللَّه يُصلِّي قاعدًا. قال عُبَيْدُ اللَّه: فدخلتُ على ابنِ عبّاس فقلتُ: ألا أعرضُ عليكَ ما حَدَّثَتْني عائشة عَنْ مَرَضِ رسول اللَّه ؟ قال: هاتِ. فَحَدَّثْتُهُ، فما أنكَرَ منه شيئًا، غير أنه قال: سمَّتْ لَكَ الرَّجلَ الذي كان مع العبّاسِ؟ قلت: لا، قال: هو عليّ. وقد رواه البُخاري (١٠) ومسلم (١١) جميعًا عن أحمد بن يونس، عن زائدة به. وفي رواية: فجعلَ أبو بكرٍ يُصلِّي بصلاةِ رسولِ اللَّه وهو قائمٌ، والناسُ يُصلُّون بصلاة أبي بكرٍ، ورسول اللَّه قاعد.


(١) ليست "أن" في أ.
(٢) في المسند (٢/ ٥٢).
(٣) ط: (برسول اللَّه وجعه).
(٤) ط: (قلنا).
(٥) ط: (صبوا إلى).
(٦) المِخْضب: -بالكسر- إجانة -أي وعاء- تغسل فيها الثياب (النهاية: خضب).
(٧) لينوء أي لينهض. (النهاية: نوأ).
(٨) ط: (شعوا) تحريف.
(٩) بعدها في ط: (قال: ضعوا لي ماء في المخضب ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول اللَّه) وليست هذه الزيادة في أ ولا في مصدري الحديث.
(١٠) البخاري (٦٨٧).
(١١) مسلم (٤١٨) (٩٠).