للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الرحمن، قال: تُوفِّي رسولُ اللَّهِ وأبو بكر في طائفة (١) من المدينة. قال: فجاء فكشف عن وجهه فَقَبَّلَهُ، وقال: فِدًى لَكَ (٢) أبي وأمي ما (٣) أطيبك حَيًّا ومَيِّتًا، مات محمدٌ وربِّ الكَعْبة. . . فذكر الحديث. (قال: فانطلقَ أبو بكر وعمر يتقاودان (٤) حتى أتَوْهم، فتكلَّم أبو بكر، فلم يترك شيئًا أُنْزِلَ في الأنصار، ولا ذكره رسول اللَّه من شأنِهم إِلَّا ذكره) (٥) وقال: لقد علمتم أنَّ رسول اللَّه قال: لو سلك الناسُ واديًا، وسلكت الأنصارُ واديًا، سلَكْتُ واديَ الأنْصار. ولقد علمْتَ يا سعدُ أنَّ رسولَ اللَّه قال: -وأنتَ قاعدٌ- قريشٌ ولاةُ هذا الأمر، فبرُّ الناس تَبَعٌ لبرِّهم، وفاجرُهم تَبَعٌ لفاجرهم. فقال له سعد: صدقتَ، نحن الوزراءُ وأنتم الأمراءُ.

وقال الإمام أحمد (٦): حدَّثنا عليّ بن عيّاش (٧)، ثنا الوليد بن مسلم، أخبرني يزيد بن سعيد بن ذي عَصْوان العَبْسي، عن عبد الملك بن عُمَيْر (٨) اللَّخْمي، عن رافعٍ الطائي رفيق أبي بكر الصّدّيق في غزوة ذات السلاسل، قال: وسألتُه عمّا قيل في بيعتهم، فقال: وهو يُحَدِّثه عما تَقاوَلَت به الأنصار، وما كلَّمَهم به، وما كلَّم به عمرُ بن الخطاب الأنصار، وما ذكَّرهم به من إمامتي إياهم بأمرِ رسولِ اللَّه في مَرَضِهِ، فبايعوني لذلك وقبلتُها منهم، وتخوَّفتُ أن تكونَ فتنةٌ بعدَها رِدَّة. وهذا إسنادٌ جيدٌ قويٌّ. ومعنى هذا أنه ، إنما قبل الإمامةَ، تَخَوفًا أن تقع (٩) فتنةٌ أرْبَى منْ تَرْكِهِ قبولها ، وأرْضاه.

قلت: كان هذا (١٠) في بقيّةِ يوم الإثنين فلما كان الغدُ صَبيحةَ يومِ الثلاثاء اجْتَمَعَ الناسُ في المسجد فَتُمِّمَت البيعةُ من المهاجرين والأنْصار قاطبةً، وكان ذلك قبل تَجْهيز رسول اللَّه .

قال البخاري (١١): أنبأنا إبراهيم بن موسى، ثنا هشام، عن مَعْمر، عن الزُّهري، أخبرني أنس بن مالك، أنه سمعَ خطبةَ عُمَرَ الأخيرةَ حينَ جلس على المنبر، وذلك الغدُ من يوم توفِّي رسول اللَّه ،


= البخاري (٣٧٧٩) وقالت من حديث أبي بن كعب عند الترمذي رقم (٣٨٩٦) وقوله: "قريش ولاة هذا الأمر. . " له شاهد من حديث أبي هريرة وعند البخاري (٣٤٩٥) ومسلم رقم (١٨١٨) وغيرهم، فهو حديث صحيح لغيره.
(١) ط: (صائفة).
(٢) ط: (فداك).
(٣) ليس اللفظ في ط.
(٤) ط: (يتعادان) تحريف.
(٥) ليس ما بين القوسين في أ.
(٦) مسند الإمام أحمد (١/ ٨).
(٧) ط: (علي بن عباس). وانظر سير أعلام النبلاء (١٠/ ٣٣٨).
(٨) ط: (نضير) وانظر سير أعلام النبلاء ٥/ ٤٣٨.
(٩) ط: (يقع).
(١٠) أ: (هذا كان بقية).
(١١) البخاري (٧٢١٩).