للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبه عن ابن عباس (١) أنَّ ضُباعة بنت عامر بن قُرْطٍ كانَتْ تَحْتَ عبد الله بن جُدْعَان فَطلَّقَها، فَتَزوَّجَها بعده هشامُ بن المُغيرة، فولدَتْ له سَلَمَةَ، وكانتِ امرأةً ضخْمة جَميلةً، لها شَعْرٌ غَزير يُجَلِّلُ جِسْمَها، فَخَطبَها رسول الله من ابنها سَلَمة، فقال: حتى أسْتَأمِرَها؟ فاسْتأذَنَها، فقالت: يا بُنَيّ أفي رسولِ الله تَسْتأذنُ؟ فرجعَ ابنُها فسكتَ ولم يردَّ جواباً، وكأنّه رأى أنها قد طَعَنَتْ في السِّنّ، وسكتَ النبيّ عنها.

وبه عن ابن عباس (٢) قال: خطب رسول الله صَفيَّة بنت بَشَامة بن نَضْلَة العَنْبري، وكان أصابها سبي (٣) فخَيَّرها رسول الله فقال: "إن شِئْتِ أنا، وإن شئْتِ زوجكِ" فقالت: بل زَوْجي، فأرسلها، فلعنتها بنو تميم.

وقال محمد بن سعد (٤): أخبرنا الواقدي، ثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التَّيْمي، عن أبيه، قال: كانت أمّ شَريكٍ امرأة من بني عامر بن لؤي، فوهبت (٥) نفسَها من رسول الله، فلم يَقْبَلْها. فلم تتزوَّجْ حتى مَاتَتْ.

قال محمد بن سعد (٦): وأخبرنا وكيعٌ، عن شريك، عن جابر، عن الحكم، عن علي بن الحسين، أن رسولَ الله تَزَوَّجَ أم شَريك الدَّوْسيَّة. قال الواقدي (٧): الثَّبتُ عندنا أنَّها من دَوْسٍ من الأزْدِ. قال محمد بن سعد (٨): واسمها غَزيَّةُ بنت جابر بن حكيم.

وقال اللَّيثُ بن سَعْد (٩): عن هاشم بن عروة (١٠)، عن أبيه، قال: كُنا نتحدَّث (١١) أن أم شريك كانت وهبت نفسها للنبي ، وكانت امرأة صالحة.

(وممن خطبها (١٢) ولم يَعْقِدْ عليها جَمْرَة (١٣) بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة المُزني، فقال


(١) طبقات ابن سعد (٨/ ١٥٣ - ١٥٤) بخلاف في الرواية.
(٢) طبقات ابن سعد (٨/ ١٥٤).
(٣) ط: (سبا).
(٤) الطبقات الكبرى (٨/ ١٥٤).
(٥) ط: (وقد وهبت).
(٦) طبقات ابن سعد (٨/ ١٥٥).
(٧) طبقات ابن سعد (٨/ ١٥٦).
(٨) طبقات ابن سعد (٨/ ١٥٤).
(٩) تاريخ دمشق - مجمع - السيرة (١/ ٢٠١).
(١٠) ط، أ: (هشام بن محمد) وانظر تهذيب الكمال (٢٤/ ٢٥٤).
(١١) ط: (متحدث). تحريف.
(١٢) ط: (خطب) والخبر في دلائل النبوة (٧/ ٢٨٨).
(١٣) ط، أ: (حمزة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري).