للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى ابن عساكر (١) من حديث أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، ثنا عُبَيْد بن إبراهيم الجُعْفي، ثنا الحسن بن أبي عبد الله الفَراء، ثنا مُصْعَبُ بن سَلاَّم، عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله : "لو عاش إبراهيمُ لكانَ نَبياً".

وروى ابن عساكر (٢) من حديث محمد بن إسماعيل بن سَمُرَة، عن محمد بن الحسن الأسدي، عن أبي شيبة، عن أنس، قال: لما مات إبراهيم قال رسول الله ، "لا تُدْرِجوه في أكْفانِه حتى أنظُرَ إليه" فجاء فانكبَّ عليه، وبكى حتى اضطربَ لَحْياه وجَنْباه .

قلت: أبو شيبة هذا لا يُتعامل بروايته. ثم روى (٣) من حديث مسلم بن خالد الزّنْجي عن ابن خُثَيْم، عن شَهْرِ بن حَوْشَب، عن أسماء بنت يزيد بن السَّكَن، قالت: لما تُوفِّي إبراهيم بكى رسولُ الله ، فقال أبو بكر وعمر: أنتَ أحقُّ من عَلِم لله حَقَّه، فقال : "تَدْمَعُ العَيْن ويحزن القلب، ولا نقول ما يُسخِط الربَّ، ولولا (٤) أنّه وعدٌ صادقٌ، وموعودٌ جامعٌ، وأن (٥) الآخر منا يَتْبَعُ الأولَ، لوَجَدْنا عليكَ يا إبراهيم وجداً أشدَّ مما وَجَدْنا، وإنا بك يا إبراهيمُ لمحزونون".

وقال الإمام أحمد (٦): ثنا أسود بن عامر، ثنا إسرائيل، عن جابر، عن الشعبي، عن البراء، قال: صلى رسولُ الله على ابنه إبراهيمَ، ومات وهو ابن سِتَّةَ عَشَرَ شهراً، وقال: "إن له في الجنة من يُتمّ رضاعَه وهو صِدّيقٌ" وقد رُوِيَ من حديث الحكم بن عُتَيْبَه (٧)، عن الشعبي، عن البراء.

وقال أبو يعلى (٨): ثنا القَواريري (٩) ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى قال: صلَّى رسولُ الله على ابنه، وصَلَّيْتُ خَلْفَه وكبر عليه أربعاً.

وقد روى يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق (١٠): حدّثني محمد بن طلحة بن يزيد بن رُكانة، قال: مات إبراهيم ابن رسول الله، وهو ابن ثمانية عشر شهراً، فلم يُصَلِّ عليه.


(١) تاريخ دمشق (٣/ ١٣٨).
(٢) تاريخ دمشق (٣/ ١٣٩).
(٣) تاريخ دمشق (٣/ ١٣٩).
(٤) ط: (لولا) بلا واو.
(٥) ليس اللفظ في ط.
(٦) مسند الإمام أحمد (٤/ ٢٨٣)، وإسناده ضعيف، وقد صح "إن له في الجنة من يتم رضاعه".
(٧) أ، ط: (عيينة) وانظر تهذيب الكمال (٧/ ١١٤) والخبر في تاريخ دمشق (٣/ ١٤٣).
(٨) تاريخ دمشق (٣/ ١٣٩ - ١٤٠).
(٩) بعدها في تاريخ دمشق (أنبأنا عبيد بن القاسم).
(١٠) السير والمغازي (٢٧٠).