للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قالت: يا أمه، أعْطِني ثيابي الجُدَد (١) فلبسَتْها، ثم قالت: يا أمه قَدِّمي لي فراشي وَسْطَ البَيْت، ففعلتُ، واضطجعت، فاستقبلَتِ القِبْلَةَ، وجعلَتْ يَدَها تَحْتَ خَدِّها. ثم قالت: يا أمه إنّي مَقْبوضة الآن، وقد تَطَهَّرْتُ فلا يَكْشِفْني أحدٌ، فقُبضتْ مكانَها. قالت: فجاء علي، فأخْبَرْتُه. وهو غريب جدًا (٢).

ومنهن سيرين (٣)، ويقال: شيرين (٤) أخت مارية القبطية خالة إبراهيم ، وقد (٥) قدمنا أن المُقَوقِسَ صاحبَ إسْكَنْدَريَّةَ، واسمُه جُرَيْج بن مينا، أهداهما مع غُلامٍ اسمه مَأْيورٌ، وبغلة يقال لها: الذُلْدُل، فَوَهَبها رسولُ اللّه لحسّان بن ثابت، فولَدَتْ له ابنَه عبدَ الرحمن بن حَسَّان.

ومنهن عُنْقُودَةُ أم صبيح (٦) الحبشية جارية عائشة، كان اسمها عِنَبَة فسمّاها رسولَ الله عُنقودة، رواه أبو نُعَيْم، ويقال: اسمها غُفَيْرة.

فروة ظِئْر النَّبِيّ (٧) - يعني مرضعه - قالت: قال لي رسول الله: " إذا أويتِ إلى فراشِكِ فاقْرَئي ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ فإنّها براءةٌ من الشِّرْكِ" ذكرها أبو أحمد العسكري، قاله ابن الأثير في "الغابة".

فأما فضة النُّوبية (٨) فقد ذكر ابن الأثير في "الغابة": أنها كانت مولاة لفاطمة بنت رسول الله ، ثم أورد بإسنادٍ مظلم، عن محبوب بن حُمَيْد البَصْري، عن القاسم بن بَهْرام، عن لَيْث، عن مُجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ [الإنسان: ٨] ثم ذكر ما مضمونه: أنَّ الحسنَ والحسين مَرِضا فَعادَهُما رسولُ الله وعادَهُما عامةُ العَرَبِ، فقالوا لعلي: لو نذرت؟ فقال علي: إن برئا مما بهما صُمْتُ للّهِ ثلاثةَ أيام، وقالت فاطمة كذلك، وقالت فضة كذلك. فألبسهما الله العافيةَ فصاموا. وذهبَ عليّ فاستقرض من شَمْعون الخيبري ثلاثة آصُعٍ من شَعير، فهيَّئوا منه تلك الليلة صاعًا، فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء، وقف على الباب سائِلٌ، فقال: أطعموا المسكين، أطعمكم الله على موائد الجنة، فأمرهم عليّ فأعطَوه ذلك الطعام، وطَوَوْا، فلما كانت الليلة الثانية صَنَعُوا لهم الصاعَ الآخرَ، فلما وضعوه بين أيديهم، وقف سائل فقال: أطعموا اليتيم. فأعطَوْه ذلك وطَوَوْا. فلما


(١) بعدها في المسند (فأعطيتها).
(٢) قال بشار: هذا الحديث ساقه ابن الجوزي في كتابه الموضوعات (٣/ ٢٧٦ - ٢٧٧) ولكن رد الحافظ ابن حجر عليه في القول المسدد (١٠٠ - ١٠١)، وهو كما قال المؤلف: غريب جدًا.
(٣) ترجمتها في الاستيعاب (٤/ ١٨٦٨) وأسد الغابة (٧/ ١٥٨ - ١٥٩)، والإصابة (٤/ ٣٣٩).
(٤) ط: (ومنهنّ شيرين .. ويقال سيرين).
(٥) ط: (وقدمنا).
(٦) ترجمتها في أسد الغابة (٧/ ٢١٠): والإصابة (٤/ ٣٧١)، وفي الأصول: أم مليح.
(٧) ترجمتها في أسد الغابة (٧/ ٢٣٣ - ٢٣٤)، والإصابة (٤/ ٣٨٨).
(٨) ترجمتها في أسد الغابة (٧/ ٢٣٦)، والإصابة (٤/ ٣٨٧).