للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال محمد بن سعد (١) عن الواقدي: حدّثني جعفر بن محمد بن خالد، عن محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان، قال: أقام خالد بن سعيد بعد أن قَدِمَ من أرض الحبشة بالمدينة، وكان يكتب لرسول الله وهو الذي كتب كتاب أهل الطائف لوفد ثقيف، وسعى في الصُّلح بينهم وبين رسول الله .

ومنهم، ، خالد بن الوليد (٢) [بن المغيرة] بن عبد الله بن عمرو (٣) بن مخزوم أبو سليمان (٤) المخزومي، وهو أمير الجيوش المنصورة الإسلامية، والعساكر المحمدية، والمواقف المشهودة، والأيَّام المحمودة. ذو الرأي السَّديد، والطريق الحميد، أبو سليمان خالد بن الوليد، ، ويقال: إنه لم يكن في جيش فكُسِر، لا في جاهلية ولا إسلام. قال الزبير بن بكار: كانت إليه في قريشٍ القبةُ وأعِنَّةُ الخَيْل. أسلم هو وعَمرو بن العاص، وعثمان [بن طلحة] بن أبي طلحة بعد الحديبية، وقيل: خيبر، ولم يزل رسول الله يَبْعثه فيما يبعثه أميرًا. ثم كان المُقَدَّم على العساكر كلها في أيام الصدِّيق، فلما ولي عمرُ بن الخطَّاب عَزَلَه وولَّى أبو عُبَيْدة أمينَ الأُمة، على أن لا يَخْرُجَ عن رأي أبي سليمان. ثم مات خالد في أيام عمر، وذلك في سنة إحدى وعشرين، وقيل: اثنتين وعشرين - والأول أصح - بقريةٍ على ميلٍ من حمص.

قال الواقدي (٥): سألت عنها فقيل لي دَثَرَت. وقال دحيم: مات بالمدينة. والأول أصح. وقد روى أحاديث كثيرة يطول ذكرها.

قال عتيق بن يعقوب (٦): حدّثني عبد الملك بن أبي بكر، عن أبيه، عن جده، عن عَمْرو بن حَزْم: أنَّ هذه قطائع أقطَعَها رسولَ الله : بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المؤمنين أن عِضَاه وَجٍّ لا يُعْضَدُ، وصَيْدُهُ لا يُقْتَلُ (٧)، فمنْ وُجِدَ يفعلُ من ذلك شيئًا، فإنه يُجْلَدُ وتُنْزَع (٨) ثيابه، وإن


(١) طبقات ابن سعد ٤/ ٩٦.
(٢) ترجمته في نسب قريش (٣٢٠ - ٣٢٢)، والاستيعاب (٤٢٧)، وتاريخ دمشق - السيرة - مجمع - (٢/ ٢٣٤) وأسد الغابة (٢/ ١٠٩)، وتهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٧٢ - ١٧٤)، والإصابة (١/ ٤١٣ - ٤١٥).
(٣) ط: (عمر) تحريف.
(٤) ط: (أبو سلمان) وهو تحريف.
(٥) طبقات ابن سعد (٧/ ٣٩٧).
(٦) تاريخ دمشق - السيرة - طبعة المجمع (٢/ ٣٣٤).
(٧) ط، أ: (أن صيدوح وصيده لا يعضد صيده ولا يقتل) وما أثبته عن ابن عساكر ووج هي الطائف وقيل: واد بالطائف (معجم البلدان: وج) والعضاه شوك عظيم له شوك (النهاية: عضه).
(٨) ط: (ينزع).