للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الكُتَّاب (١) بَيْنَ يَديْه أميرُ المُؤْمنين عمر بن الخطاب، وستأتي ترجمته في موضعها. وقد أفردتُ له مجلدًا على حِدَةٍ، ومجلدًا ضخمًا في الأحاديث التي رواها عن رسول الله ، والآثار والأحكام المرويّة عنه ، وقد تقدَّمَ بيانُ كتابته في ترجمةِ عبدِ الله بن الأَرْقَمِ.

ومنهم، ، العَلاء بن الحَضْرمي (٢)، واسم الحَضْرَمي عَبَّادٌ، ويقال: عبد الله بن عَبّاد بن أكبر بن رَبيعة بن عُوَيْف (٣) بن مالك بن الخزرج بن أياد بن الصَّدَف (٤) بن زيد بن مقنع بن حَضْرَمَوْت بن قحطان، وقيل غير ذلك في نسبه، وهو من حلفاء بني أمية. وقد تقدم بيانُ كتابته في ترجمة أبان بن سعيد بن العاص.

وكان له من الإخوة عشرةٌ غيره.

فمنهم: عَمْرو بن الحَضْرَمي أول قَتيلٍ من المشركين، قتله المسلمون في سريَّة عبد الله بن جحش، وهي أولُ سريّة كما تقدم.

ومنهم: عامِرُ بن الحَضْرَمي الذي أمَرَهُ أبو جهل، لعنه الله، فكشف عن عورته وناداه: واعَمْراه، حين اصطفَّ المسلمون والمشركون يوم بدر، فهاجتِ الحربُ، وقامت على ساقٍ، وكان ما كان مما قَدَّمْناه مبسوطًا في موضعه.

ومنهم: شُرَيْح بن الحَضْرَمي، كان من خيار الصحابة. قال فيه رسول الله (٥): "ذاكَ رجلٌ لا يَتَوسَّدُ القُرآن" يعني لا ينامُ وَيْترُكُه، بل يقوم به آناء الليل والنهار.

ولهم كلّهم أختٌ واحدةٌ، وهي: الصَّعْبَةُ بنتُ الحَضْرَمي أمُّ طلحةَ بن عُبَيْد الله.

وقد بعث النبي العَلاءَ بن الحَضْرَمي إلى المُنْذر بن ساوَى ملكِ البَحْرَيْن، ثم وَلّاهُ عَلَيْها أميرًا حين افْتَتَحَها. (وأقَرَّهُ عليها الصّدّيق، ثم عمر بن الخطاب، ولم يَزَلْ بها حتّى عَزَلَهُ عنها عمر بن الخطاب وَوَلَّاه) (٦) البصرة. فلما كان في أثناء الطريق تُوفِّي، وذلك في سنة إحدى وعشرين. وقد روى البَيْهقي


(١) في هامش أ: (ومنهم عمر).
(٢) ترجمته في الاستيعاب (١٠٨٥)، وتاريخ دمشق -السيرة- مجمع دمشق (٢/ ٣٤٩)، والإصابة (٢/ ٤٩٧ - ٤٩٨). وتهذيب التهذيب (٨/ ١٧٨ - ١٧٩).
(٣) ط: (عريقة) وأ: (عريف) وما أثبته عن مصادره السابقة.
(٤) ط: (الصدق).
(٥) مسند الإمام أحمد (٣/ ٤٤٩). والنسائي (١٧٨٢)، وإسناده صحيح.
(٦) ليس ما بين القوسين في أ.